ثلاثة خيارات فقط أمام المجموعة «الإخونجية» !

اخبار البلد- صلاح القلاب

«صديقك من صدقك لا من صدَّقك» وعلى إخوان جماعة همام سعيد ألَّا يركبوا أمواج «الهوبرات» والمزايدات وهم يرون بأم عيونهم أنَّ الظاهرة الإخوانية إلى أفولٍ مؤكد إن هي لم «تخلع» عباءتها القديمة وتتلاءم مع مستجدات هذه المرحلة التاريخية الجديدة التي هي ظاهرة الشباب الصاعد الذي إنْ قبل بعض الذين سبقوه بالأفكار المعلبة والبرامج الخيالية ورفع الشعارات العصية على التطبيق فإنه لن يقبل إلا بالبرامج العصرية التي توفر الخبز للأفواه الجائعة وتوفر الكرامة للأردنيين وتوفر بداية طريق مستقيم للغد المنشود الذي لا مكان فيه لعقليات: «الغول والعنقاء» !!
إنه ليس أمام هذه «الجماعة» المصرة على أن تستمر بالغزْل بمعزلٍ قديم إلا أن تواجه الحقائق المستجدة فهي غدت أمام ثلاثة خيارات فقط: إما أن تتخلى عن هذا الاسم الذي تحمله الآن والذي سبقهم آخرون إلى الاستحواذ عليه قانونياً بسبب ترددهم و»ممانعة» بعضهم وتختار اسماً جديداً أسوة بـ «إخوانها» في دول عربية وإسلامية أخرى وإمَّا أن تتخلى عن «كبريائها» الفارغ وتلتحق بمن أصبح اسم «جماعة الإخوان المسلمين» اسماً قانونياً لهم وإمَّا أنْ تواصل الانخراط في هذه «الهوبرات» والألاعيب فيجد أنفسهم, وذات يوم قريب, مطاردين كـ «شذاف آفاق» خارجين على القوانين.
إنه لا يمكن للدولة إلَّا أن تدافع عن قوانينها التي أقرتها هيئاتها التشريعية الشرعية ولقد كان على هؤلاء الذين أصيبوا ذات يوم بداء «العظمة» الفارغة أن يتحلوا بالشجاعة وأن يخوضوا كل معارك الانتخابات «البرلمانية» وأن يستخدموا قوتهم إنْ هم أثبتوها فعلاً لوضع وإقرار القوانين التي يريدونها وأولها الحفاظ على قانون عام 1946 الذي سمح لهم بالعمل باسم جمعية تابعة لـ: «تنظيم الإخوان في القاهرة»... هكذا هو النص»
أمَّا أن يتحدى هؤلاء الدولة الأردنية وبالتالي يتحدون الشعب الأردني على هذا النحو فإن هذا يعني, حسب القوانين النافذة التي أقرها مجلس الأمة الأردني, العصيان.. والعصيان وفقاً لتجربة «إخوانهم» المصريين القصيرة العُمْر يقتضي استخدام القوة إنْ لم ينفع الكلام العقلاني الهادئ وهنا فإنه على هذه «المجموعة» ألَّا تنخدع كثيراً بهذه «الهوبرات» وتعتقد أن الجهات المعنية تخشاهم وتخافهم وبالتالي فإنها لن تلجأ إلى تطبيق القوانين عليهم وعلى غيرهم بالقوة.
كل أحزاب وقوى وتنظيمات عشرينات وأربعينات وخمسينات وستينات القرن الماضي كان مصيرها التلاشي والانهيار وكلها كانت أقوى وأهم من الإخوان المسلمين تنظيمياً وشعبياً وبالإمكان الاستشهاد هنا بـ «حزب البعث العربي الاشتراكي» الذي حكم في اثنين من أهم الأقطار العربية وحركة القوميين العرب التي حكمت في جنوب اليمن.. وأيضاً الحزب الشيوعي الذي وصل ذات يوم إلى مكانة لا يمكن الاستهانة بها.. وهذا يعني إنه على هؤلاء الذين يرفضون الإذعان لحقائق التاريخ ويواصلون السباحة ضد التيار الجارف أن يتداركوا أمورهم ويصححوا أوضاعهم قبل أن يسبق السيف العذل وتضطر الدولة إلى وضع أكبر شنب فيهم وراء قضبان الزنازين
ألهي بني تغلب عن كل مكرمة
قصيدة قالها عمرو بن كلثوم
إنه عنادٌ فارغ وأنها مكابرة زائفة أن يبقى هؤلاء يتمسكون بماضٍ ما كانوا فيه خيولاً مطهمة «سبوقة».. إننا نعرف وضعهم في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي ونعرف أنهم لم ينتفخوا كل هذا الانتفاخ إلَّا بعدما أصبحوا مدللي بعض الحكومات الأردنية.. ولذلك فإن عليهم ألَّا ينخدعوا بهذه «الهوبرات» العابرة ويضعوا أنفسهم في وضع التحدي للدولة والقوانين فتضطرالدولة إلى الدفاع عن نفسها وقوانينها.. إن على هؤلاء ألَّا تأخذهم العزة الكاذبة بالإثم وإن عليهم أن يدركوا أن العصر «الإخواني» قد بدأ بالأفول وبحيث لم يصبح أمامهم إلَّا الانصياع لحقائق التاريخ والتخلي عن هذه «المنفخة» الكاذبة والخادعة.