حوادث قاتله
ابتعدت عن الكتابة التي تخص مجتمعنا الداخلي ،في الأيام الماضية بشهورها الثلاثة، لظروف منطقتنا العربية المشتعلة حراكيا، بجماهيرها الثائرة على حكامها المستغولين والناهبين للمقدرات من الثروات ،التي يعتبرها الحاكم ملكه الشخصي.
ولكن الكتابة في الشأن العام شيء جميل، وواجب على المقتدر أن يدلي بدلوه في مصلحة الوطن والمواطن، ومن مصلحة الوطن المحافظة على ثرواته ومنجزاته ، ومن الثروات الوطنية وسائط النقل والمركبات الخاصة والعمومية ،التي أسئنا استخداماتها ،في حياتنا اليومية وشن من خلالها الجهلة ،حرب غير معلنة على مواطنيهم.
فالحوادث في أردننا العزيز بشعبه، والفخور بقيادته حرب غير معلن عنها، فالحوادث التي تقع كل يوم في محافظات المملكة تخلف لنا المتاعب والمشاكل، التي لا تحمد عقباها ويعود ذلك لأمور عدة ،ومنها عدم التقيد بقوانين السير وأنظمته وخاصة من فئة الشباب المستهتر، الذي لا يراعي حقوق الآخرين من مواطنين راجلين، ولا من سائقين منتظمين ومطبقين لقواعد السير، ويتم الإعتداء عليهم بالصدم، وينتج عن ذلك أضرار جسمانية ومادية تنهك الاقتصاد الوطني ،وتزهق أرواح المواطنين الأبرياء نتيجة طيش الطائشين، لأنني أطلع على حوادث السير ومشاكلها وأكثرها تقع من جيل الشباب المستهتر، الذي لا يراعي ظروف الآخرين .
إلى متى سيبقى المجال متروك لمثل هؤلاء الشباب، الذين يتركون آثارا ًمدمرة على بنية أسرنا الأردنية التي قد يتعرض أفرادها لحوادث سير قاتلة تخلف، جرائها الأرامل والأيتام والمعاقين، ناهيك عن الخسائر المالية الكبيرة بحجمها التي تشكل عبئا ً ثقيلا ً على اقتصادنا الوطني وبإمكاننا أن نرتقي للأفضل إذا طبقنا القوانين والأنظمة التي نتجاهلها في كثير الأحيان .
مسؤولية مشتركة كلنا نسأل عنها يوم القيامة الحاكم مسؤل والسائق مسؤل وصاحب الطريق مسؤل والسائق مسؤل والمشاة مسؤل لعدم سيره في المكان المخصص لسير المشاة والراجلين والمنفذ للطرق مسؤل ، وعلينا تقوى اللله في مواطنينا بالمحافظة عليهم وعلى أرواحهم وممتلكاتهم والله من وراء القصد.