هؤلاء هم الرجال... احفاد وصفي

اخبار البلد- ايمن احمد الشوابكه

الجيش الاردني حماة الديار الجيش المصطفوي رجال الوغى ، رجال كما يقول مثلنا البدوي دواسين الظلما رجال لا تلين لهم قناة شعارهم اما النصر او الشهادة ، رجال لا تلهيهم تجارة و لا امارة عن حب الوطن و الدفاع عنه امنوا بالله معبودا و بتراب الاردن و ماءه و هوائه ، جسدا و دما و روحا رجالا سيحفظ التاريخ لهم الفضل في بناء الارن و تقديمه للعالم على انه البلد الفقير بموارده الغني برجاله و ابناءه و الغني بقيادته الفذه التي تعطف و تحترم شعبها فبادلوها حبا بحب .
رجال من ساحات و ميادين القتال يرون للاجيال القادمة قصص و احداث عن لقائهم بالعدو فيروي لي والدي اعزه الله و متعه بموفور الصحة والعافية و ابقاه الله تاجا فوق رؤوسنا عن زمن البطولة و الرجولة في ميادين القتال و الجهاد في حروبهم مع الكيان الصهيوني عام 1968 و ما تلاها من حروب و كيف كانوا رجالا لايهابون الموت في سبيل الدفاع عن الوطن حينها كان يبلغ من العمر ستة عشر عاما عندما التحق بالقوات المسلحة الاردنية في احدى كتائب الدروع في الغور الاردني و تحديدا منطقة المغطس و كان وقتها قائد الكتيبة المرحوم خالد ابو الخيل الشوابكه ، اذ تم استدعائه الى قيادة الكتيبة في منطقة طبربور حيث طلب منه الانتقال من منطقة الغور الى عمان حيث مقر قيادة الكتيبة و كان ذلك بطلب من اهله حيث انه صغيرا في السن و وحيدا و يتيم الاب و هناك خوف عليه و بحكم صلة القرابة من قائد الكتيبة ، فيقول عندما قابلت خالد بك قائد الكتيبة قلت له يا سيدي لا تحرمني شرف مقاتلة العدو و اريد ان ابقى مع رفاقي يذكر منهم من مادبا ابو احمد الفروخ و من الاغوار الشمالية ابو معتصم الرياحنه الى ان يكتب الله لي اما الشهادة او النصر و ان من يقاتلون في الغور ليسوا ارجل و لا افضل مني ارجوك لا تحرمني و يكمل حديثه ان قائد الكتيبة نهض عن كرسيه و قد اغرورقت عيناه بالدمع و ضمني الى صدره و قال الله يكرمك يا بطل انت رجل ابن رجل ابن حره ، و عدت الى جانب رفاقي في الصفوف الامامية و كان العدو على مرمى اعيننا نقصفه بما قدر الله لنا من سلاح و كنت انا و زملائي نتسابق في احضار القذائف و تلقيمها للمدفع واحدة تلو الاخرى كنا نريد ان نحرق الارض من تحت العدو و نطهرها من دنسهم و رجزهم فلم يكن في نفوسنا و امام اعيننا الا الله و الوطن و رفع الراية الاردنية .
هؤلاء هم احفاد وصفي هؤلاء من ارتوت ارض الاردن بدمائهم و عرق جباههم و هم الان على هامش الحياة فلا يزالون يحاربون من اجل كرامة العيش و عزة النفس و نظافة اليد بعد ان اصبحت السيادة لمن لم يعرفوا الاردن و اهله الا عندما هجموا لاقتسام المناصب و كسب الغنائم التي حققها ابناؤه ، احفاد وصفي من تربوا على ارض الاردن و ليس من ترعرعوا في احضان بريطانيا و امريكا و تشبعوا بالفكر الصهيوني الذي لم يعرف الرجولة و معانيها و بدد خيرات الامة و اذلها و اغرقها بالديون ليعيش هو و زمرته الفاسدين في نعيم زائل على حساب كرامة الامة و اوطانها ، فيا اشباه الرجال ماذا سيكتب عنكم التاريج و بماذا ستذكركم الاجيال القادمة ، و اقول و يحكم استبدلتم الرجال باشباه الرجال ، ايهمش هؤلاء الرجال ، اينسى هؤلاء الرجال و لا يكرمون في اواخر العمر و هم يتحسرون على وطن حموه بدمائهم و بنوه بعرق جباههم .
سلام عليك ايها الشهيد البطل لقد رحلت جسدا و لكن روحك الطاهرة تسكن اجسادنا ، لم يكتب لنا ان نعيش برفقتك فقد اتينا الى الدنيا و نسمع من الناس عن فاجعة الاردن الكبيرة بفقدانك و لم نسمع الا الذكر الذي تنحني له اكبر القامات ، الا اننا لا نملك الا الدعاء لك بالرحمة و ان يحمي الله الاردن من كيد الغاصبين وان يرزقه بوصفي اخر .
هؤلاء هم و نحن من بعدهم سنبقى احفاد وصفي .