المريض يؤكد وابو حميدان يرفض التعليق.. هكذا حرقوا جسدي في مستشفى الجاردنز
اخبار البلد - مروة البحيري
خطأ طبي أم عارض وهل يتحمل مستشفى الجاردنز ما حدث مع المواطن الاردني محمود عواد ابو قلة الذي روى قصته لـ اخبار البلد بكثير من الالم والدموع ساردا تفاصيل العملية التي قلبت حياته رأسا على عقب وتجاوزت في تفاصيلها ونتائجها قسوة الموت الذي بات يتمناه المريض كل لحظة ليتخلص من عذابه وآلامه التي يعجز عن تسكينها اقوى المسكنات المخدرة ليصبح عاجزا عن العمل وممارسة حياته بل حتى عن خدمة نفسه..!
اخبار البلد اذ تأخذ موقف الحيادية في قضية ابو قلة وتنقل وجهات النظر وفي النهاية الحكم للقضاء الذي نعتز به ونؤمن بنزاهته.
وبحسب ما رواه ابوقله البالغ من العمر 50 عاما.. يقول دخلت الى مستشفى الجاردنز بتاريخ 1/9/2014 بصحة جيدة وامشي على قدماي لاجراء عملية اصلاح التمدد الوعائي الحاصل في الشريان تحت الكلوي والشريان الفخدي الاصلي اليمين وبحسب تقرير الطبيب الدكتور زياد القرعان الذي اجرى لي العملية .. ولكن الصدمة بل الكارثة كانت بعد الانتهاء من العملية حيث اكتشف الطبيب ان جسدي اصيب بحرق كهربائي لكل طبقات الجلد في الردف الايمن من المؤخرة مما ادى الى شلل في الطرف السفلي نتيجة الضرر الذي اصاب عصب النسا.
ويتابع المريض ابو قله افقت من العملية عاجزا عن تحريك قدمي اليمنى واعاني الالم الشديد -واني اقسم اني شممت رائحة لحمي محترقا- ولدى استفساري عن هذه الحروق اخبرني الدكتور زياد القرعان ان السبب هو خلل في جهاز تفريغ الشحنات في المستشفى الذي يستخدم اثناء عمليات القلب مما ادى الى تلف الاعصاب... حسب قوله
ويضيف ابو قله قام الدكتور زياد القرعان ومستشفى الجاردنز باجراء عمليات لتنظيف مكان الحرق وازالة اللحم المحروق على مدى ثلاثة شهور ومحاولة وصل الاعصاب التي تعرضت للحرق وتم اجراء 9 عمليات جراحية الا ان جميع المحاولات باءت بالفشل.. ويضيف كانت المفاجأة المؤلمة عندما اخرجني المستشفى عنوة وانا في حالة سيئة جدا وجسدي لا يزال مفتوحا واقلوني في سيارة الاسعاف الى المنزل.. مؤكدين لي انهم "عملوا الي عليهم" ويجب ان اعيش على المسكنات مثل الموروفين وادوية اخرى علما بان هذه الادوية سببت لي مشاكل صحية كبيرة في المعدة وخلل في الاعصاب ودوار دائم واصبحت اعيش في عزلة وتركت عملي كمقاول كما ساءت علاقتي مع الاسرة بسبب تأثير المرض والادوية على تصرفاتي اللاارادية واصبحت اتمنى الموت لارتاح من كل هذا الالم ولولا مخافة الله لاقدمت على الانتحار...
ونوه ابو قله ان رحلة عذابه ازدادت في تنصل مستشفى الجاردنز من مسؤولياته وامتناعه عن صرف الدواء له بالمجان.. مشيرا رغم الخطأ الطبي الفادح الذي افقدني صحتي يكتفي المستشفى بهذا القدر من العلاج بل يمتنع عن صرف دواء بـ 5 دنانير كما رفض تحمل نفقة علاجي بالخارج رغم وجود العلاج وقد قمت برفع دعوى على الدكتور الذي اجرى لي العملية –وبموافقته- الى جانب دعوى على المستشفى لدى مدعي عمان والذي قام بدوره الى تحويلها الى محكمة صلح جزاء عمان وسجلت تحت لرقم 5814/2015 ولا تزال منظورة..
ويؤكد المريض ابو قله ان طول المده والتأجيل والنظر في المحاكم يزيد من معاناته فلا احد يشعر بالمه الكبير بعد ان بطل مفعول المسكنات وتنوعت الامراض عنده فلا يستطيع الجلوس الا ممددا على جانبه ولا يمشي سوى خطوات مستعينا بالعكاز وعاجزا عن استئناف عمله كمقاول او حتى ممارسة حياته الزوجية بسبب حرق الخصيتين وعدم القدرة على القيادة او حتى تحمل نفقة ابنائه ومنهم من يدرس في الجامعة..
ويؤكد تقرير طبي حصلت عليه "اخبار البلد" للطبيب الذي اجرى له العملية وهو الدكتور زياد القرعان المستشار في جراحة الاوعية الدموية (((ان ابو قله خضع في الثاني من شهر ايلول عام 2014 لعملية اصلاح التمدد الوعائي الحاصل في الشريان تحت الكلوي والشريان الفخدي الاصلي اليمين ولقد تم فعل ذلك باستخدام زراعة شريان من داركون قياسه 16*8 مع توصيل النهايتين معا في طرف البعيد للشريان الفخدي الرئيسي الايمن وتوصيل النهايتين في الطرف البعيد للشريان الحوض الرئيسي الايسر،، وخلال العملية اصاب المريض حرق كهربائي لكل طبقات الجلد في الردف الايمن من المؤخرة والذي تم ملاحظته فقط بعد العملية مما ادى الى شلل في الطرف السفلي الايمن بسبب الضرر الذي اصاب عصب النسا.....الخ وقد تم اعطائه هذا التقرير بناء على طلبه)))
كما حصل المريض ابو قله على تقرير من الدكتور رائد نوفل المستشار في الامراض العصبية وفسيولوجيا الجهاز العصبي جاء فيه ((ان دراسة التوصيل العصبي للطرف السفلي الايمن قد أظهر غياب مدى السيالات العصبية لمجموع العضلات في العصبين: عصب مزمار القدم وعصب شظية القدم كما اظهر غياب مدى السيالات العصبية للاعصاب منفردة للعصبين العصب الريلي وللعصب الشظوي السطحي)).
اخبار البلد قامت بالاتصال مع مدير عام مستشفى الجاردنز الدكتور فايز ابو حميدان للوقوف على حقيقة هذه القضية وسماع وجهة نظر الطرف الاخر حيث اكد ان لديه خلفيه بسيطه عنها وهي لا تزال في المحكمة ولا يجوز الحديث فيها من طرفه او من طرف الاعلام
واضاف اذا كان هناك خطأ طبي واثبتته المحكمة نتحمل مسؤوليتنا واستغرب من المريض اثارة القضية مشيرا ان هذا اسلوب تسول من قبل المريض!!
وختم الدكتور ابو حميدان كلامه.. التعليق انتهى والقضية امام المحكمة!
ومن جانبه رفض الدكتور زياد القرعان التعليق على القضية مشيرا انها منظورة بالمحكمة..
كما حاولت اخبار البلد الاتصال مع مسؤولين واداريين في المستشفى للوقوف على الحقيقة بعيدا عن الاتهامات لكن جميع المحاولات لم تفلح...
ويبقى لقضائنا العادل الكلمة الاخيرة التي تعتبر الحكم في هذه القضية وترد الحقوق لاصحابها دون تحيز او تمييز..