الرئيس يتخلى عن وزيره

عمر عياصرة
لست ضد قرار رئيس الوزراء التراجع عن قرار تعديل الحد الادنى لمعدلات القبول في الجامعات الرسمية والخاصة.
لكنني اسجل ملاحظتي على طريقة رفض الرئيس ومبرراته، فقد اشعرنا انه كان لا يعلم بقرار الوزير وانه يرفض استئثار الوزير بالقرار واستبداده.
أنا أعرف ان الدكتور عبدالله النسور مسيطر على حكومته، بل يصفها البعض احيانا بحكومة الرجل الواحد وهذا يجعلنا نستغرب موقفه وهجومه على الوزير.
أنا متأكد ان الدكتور لبيب الخضرا وزير التعليم العالي كان لا يمكنه الاقدام على خطوة جدلية بحجم رفع معدلات القبول الا بعد اخذ ضوء اخضر من الرئيس.
لكن الرئيس لم يظهر بالمشهد واكتفى بمراقبة صراع الوزير مع مجلس النواب، وحين استقر لديه اتجاهات القوة والاستثمار كان التدخل بالرجوع عن القرار والقاء الملامة على الوزير.
هذه الطريقة ليست جيدة لاستقرار العلاقة بين الرئيس ووزرائه، فلا هم مقبول منهم اتخاذ قرارات مهمة بعيدا عنه ولا هو مطلوب منه التخلي عنهم وتحميلهم مسؤولية السقوط.
قصة معدلات القبول كانت تسير على قاعدة تبادل الادوار، فالوزير يتبنى القرار ويواجه، والرئيس ينتظر الحصاد ويتخذ القرار.
لست سعيدا بهذه النهاية، فالرئيس يثبت انه محافظ اذا رجحت كفة المحافظين وهو تطويري اذا ما رجحت كفة الاصلاحيين وهذا سلوك يعوزه مفهومرجلدولة».