المطلوب الأخير وسلامة حمّاد .....

أخبار البلد -  
 
«أبو ماهر» سلامة حمّاد الهقيش، يدخل معان أمس الأول ومعه أركان الأمن بكل هدوء، يتسلم المطلوب الأخير من المدينة، دونما عصف وخسف أو وعد ووعيد، هذا الرجل الذي أخذ كل صفات الشدة في حياته العملية من أصلة الممتد لقبيلة ضاربة في التاريخ وفيها من فيها من عقداء القوم في زمن الغزو،

 لم يشأ أن يدخل معان ملوحاً ومهدداً بفرض القانون وطلب الفارين بالقوة المحصنة بالقانون، ولكنه أراد أن يستخدم الموروث والعقلية القريبة من الناس المبنية على الاحترام والثقة بعدالة الخصم. سلامة حمّاد حين يعود الى معان بعد زمن طويل على آخر زيارة له للمدينة، قبيل عقود، قد لا يجد فيها ذات الوجوه التي كانت، لكنه وجد فيها كل كرم واحترام حين يبادل المسؤول الضيف الناس التقدير والتوجيب وبعيدا عن الاستعراض او الترويع. ليس في قاموس الرجل من معاني الهدوء أو السكون في عوالم التبرير والتسويف التي تؤخر العلاج لمواضع الخلل، لكنه حازم وصاحب مبادرة للحل،

فقبل اشهر حين احتجت سيدة على مجلس النواب وقاطعت جلستهم بالصراخ لأن ابنها قُتل ومضى وقت والأهل في المطالبات بحقهم من الجهة الأمنية التي قُتل أحد افرادها بطريقة غير مقصوده نجل السيدة، بادر أبو «ماهر» لمنادتها وحل المسألة في أيام. وفي وزارة الداخلية ومنذ استلامه أشاع فيها جواً من العمل والروح التي تحتم على الجميع مسايرة نهجه. صحيح أن الرجل -كما يقال- يمتاز بالصرامة لكنه يجمع من الخبرة والحصافة والتعليم والخبرة في الحياة الكثير ما يؤهله لتحقيق نجاحات متعددة في ملفات كانت مستعصية. وهو كبشر لا يخلو من الأخطاء، وبالتأكيد أنه يخطئ،

والأكثر تأكيدا أن اصوات النقد تصيبها الكثير من اصوات الشكر أو الاعتراف بالانجاز، لكنه الأكثر دقه أنه ابن دولة حقيقي وطني غيور، لا يبحث عن دور أو ثنائية في توزيع المناصب ولا يحب المناكفة فهو واضح في الغضب وفي انتزاع الحق والصلاحية، ولا يعنية إن صنف بإصلاحي أو محافظ عتيق، بل المعيار الأول لديه هو مصلحة الوطن وبقاء الدولة.

خريج بغداد وباريس والوزير الذي استلم وزارة الداخلية منتصف التسعينيات في حكومة اوجدت قانون الصوت الواحد، لا يعنيه الكثير مما يُقال من التاريخ أو تقارير المنظمات الدولية عن السجون والحريات وحقوق المرأة والمثليين مثلاً، بل يحب أن يرى الوطن آمناً ومنطلقاً نحو المستقبل، هو رجل يعترف بالآخرين ويشد على أيدي الرجال ويقدر الناس وينزلهم منازلهم، وقد فعل ما فعل من تواصل مع اهل معان بما يسجل له بمداد الشكر والاحترام لأنه انهى ملفاً مؤرقاً.