خسائر الاردن من البلطجية
اخبار البلد- اعرف اذا كانت الاوساط التي ادارت اعتداءات وجولات البلطجية وماكينة التحريض والتوتير الاقليمي والجهوي المرافقة لهذه الجولات, لا اعرف اذا كانت قد قدرت الخسائر الهائلة التي لحقت بالاردن ام لا - وهي الخسائر التي طالت كل شيء وكل الحقول, الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمدنية والاعلامية.. كما لا نعرف ان كانت الاوساط المذكورة قد فعلت ما فعلت تحت ضغط اعتبارات محلية او وفق اجندة خارجية, اما ابرز هذه الخسائر فهي التالية :-
اولا: على الصعيد الاقتصادي, من المرجح ان تحويلات المغتربين الاردنيين في الخارج ستقل كثيرا لاسباب عديدة, كما ان الاستثمارات العربية ستتراجع بالتأكيد.. وهناك ضغوط متوقعة من الجهات الدولية المانحة مما يفاقم من الوضع الاقتصادي المتفاقم اصلا مع ارتفاع فاتورة النفط ايضا ولا يستطيع اي مراقب الاّ ان يلحظ مجموعة من العوامل المهمة في كل ذلك:
أ- وجود بؤر استقطاب آمنة جديدة مثل مصر وتونس بعد نهاية مجاميع الابتزاز المالي السابقة.
ب- البعد الديموغرافي السكاني لغالبية المغتربين الاردنيين.
ج- تبني غالبية الدول المانحة لخيارات توسيع ودمج الكتلة الفلسطينية في النظام السياسي.
ثانيا: على الصعيد السياسي اهتزاز الصورة الرسمية وتصوير كتلة اردنية واسعة على طريقة كتائب القذافي الهمجية مما يشجع على توسيع الضغط الخارجي في اتجاه حلول تصفوية للقضية الفلسطينية في الاردن... فالبلطجية الذين تم تسويقهم من اوساط معروفة كغيورين على الاردن كانوا في الحقيقة يخدمون مشروع تحضير الاردن للحلول الصهيونية.
ثالثا: اضافة للخسائر الاقتصادية والسياسية ثمة خسائر اجتماعية منها نجاح بعض الاوساط المعروفة في تمزيق الوحدة الاجتماعية الى كانتونات ومربعات جاهزة للتفجير (الاسرائيلي) في لحظات خطرة وكذلك تعميم ثقافة البلطجة والشخصيات الموتورة وتغذية ثقافة الكراهية والاحتقان بدل ثقافة الحوار والاختلاف والتعدد في اطار مناخات تعايش ديمقراطية..
وبدلا من ان ينخرط الجميع في جهود متكاملة لتطويق ثقافة العنف والجريمة والسكين والشفرات, هناك من اراد لهذه الثقافة ان تصبح هي السائدة وصاحبة القول والفصل وهي ظاهرة غريبة لم تشهدها بلد من قبل, بل ان المشاجرات الجامعية والعشائرية التي عرفها الوسط الاردني نفسه على مدار الاعوام السابقة, كانت كما يبدو مشاجرات مبرمجة تحضيرا لايام كهذه, حيث لا يخامرنا ادنى شك بانها ليست بعيدة عن التحضيرات الصهيونية لتمرير مشروع البنيلوكس الاسرائيلي وتصفية القضية الفلسطينية في الاردن.