دكتور جامعي يطالب بالعودة لموقعه بعد استقالته للترشح للانتخابات النيابية
السيد رئيس التحرير السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد لقد تقدمت لصحيفتكم الغراء بهذه الشكوى نظرا لما تتمتع به من جرأة وموضوعية وشفافية راجيا منكم نشها مساهمة منكم في كسلطة رابعة في رفع الظلم الذي وقع علي واقبلوا مني فائق التقدير والاحترام
تسارعت الأحداث بيني وبين إدارة جامعة البلقاء من أجل إعادة تعييني في الجامعة بعد أن استقلت للتقدم للانتخابات الحرة النزيهة الأخيرة ، والتي لم يحالفني الحظ فيها بسبب نزاهتها وحياديتها فقد حصلت على 2569 صوتا وهي لم تمكنني بحمد الله من التشرف بالانضمام إلى مجلس الـ 111 ، وتقدمت بالطريقة المعتادة بطلب للعودة إلى عملي كما هو الحال مع الغالبية العظمى ممن يترشح للانتخابات ، ونسبت كليتي بتعييني بعد تنسيب القسم بذلك ، ولما صارت الكرة في ملعب إدارة الجامعة كان موقف إدارة الجامعة الرفض ، وعاملتني معاملة من يريد أن يتقدم بطلب للتعيين في الجامعة متناسيا أنني في مكان عملي منذ 18 عاما ، وأن العرف جار على إعادة كل من يتقدم للانتخابات إلى عمله إن لم يحالفه الحظ وهذا ما قامت به جميع الجامعات حيث أعادت كل من ترشح إلى مكان عمله ، ولكن لجامعة البلقاء عرف آخر وموقف آخر ، وعلى أثر ذلك بعثت بكتب رسمية للجهة المسئولة فعليا عن نتائج الانتخابات وبينت لها ما جرى فيها من أمور تعلمها ، وبعثت بكتاب لوزير الداخلية فقد أصابه ما أصابني ، وبعثت بكتب رسمية أيضا لرئيس مجلس النواب ونائبه ، ورئيس مجلس الأعيان ونائبه ، ورئيس الوزراء ، ووسطت بعض النواب ، وبعض المسئولين من أقاربي ، كما بعثت للديوان الملكي العامر بأكثر من فاكس وعدد من الرسائل الالكترونية ، وذهبت لتهنئة رئيس الديوان الملكي بموقعه الجديد وحكيت له قصتي أعطيته كتابا بموضوعي ، وتدخل بعض أقاربي بارك الله فيهم مشكورين فذهبوا والتقوا عميد الكلية ، وعقدوا أكثر من اجتماع من أجل موضوعي ، وبعث بعضهم بكتب لرئيس الجامعة لمقابلته وما زالوا ينتظرون ردا ، وأجرى بعضهم اتصالات وقام بعضهم بزيارات ولقاءات لمساعدتي ، كما قام بعضهم باعتصام رمزي أمام مدخل كليتي ، وهيأوا الأمور لاعتصام آخر بعده بيومين ، فجن جنون إدارة الجامعة وبعض من اعتقدت أن أمري يهمهم ، فراعيت رغبتهم وثنيتهم عن الاعتصام الثاني واعتذرت لكل من بلغوه بالاعتصام.
وخلال تلك الفترة بقيت على تواصل مع رئيس الجامعة ونوابه ومع عميد كليتي ورئيس قسمي ، وبعد وعود كثيرة بعضها شفوي وبعضها بكتب رسمية من إدارة الجامعة بإعادة تعييني لم تلتزم الإدارة منها بشيء ما زلت إلى الآن خارج أسوار جامعتي إلا من 6 ساعات أعطيها في نفس الكلية كمحاضر غير متفرغ ، ولقد ظلمت في الانتخابات أولا ، وظلمت ثانيا حيث لم أعامل كغيري ممن عادوا إلى أعمالهم .
إن ما يحز في النفس ويبعث على الأسى والحزن أن الناس في بلدنا لا يعاملون معاملة واحدة فالكيل عندنا بمكاييل عديدة ، وكم من مواطن في بلدنا يعيش خارج خارطة الوطن ، لا لضعف فيه ولا سوء ولكن أبعدته سياسة الإقصاء وتصفية الحسابات، التي يمارسها كل من يستميت على هذا الواقع الذي نعيش فيه لأنه هو المستفيد أولا وأخيرا .
وبعد كل ما قدمت ، أنا على يقين أن إدارة الجامعة الحالية لن تعيدني إلى عملي ، وقد بذلت جهدي ، وأوشكت أن أصل إلى قناعة بأنه لن ينصفني مسئول في هذا البلد ، فقد طرقت جميع الطرق التي يمكن أن يسلكها إنسان محترم ، وأن الذي سينصفني هو الله الذي - لا يظلم مثقال ذرة - الذي أسأله أن ينتقم من كل من ظلمني ولم ينصفني ، ولم يعاملني كما يعامل غيري في بلد ينص دستوره على أن الأردنيين سواء لا فرق بينهم .0777269288