الثقه بين الحاكم والمحكوم

الثقه بين الحاكم والمحكوم

 

 

إن  الثقة بين الحاكم والمحكوم يجب أن تكون موجودة إذا أراد الحاكم أن يستمر في حكم بلاده بأمن وسلام

 وبالتالي فإن الحاكم الذكي يعمل باستمرار على تعزيز روابط الثقه بينه وبين شعبه بحيث يصبح المحكوم

  يشعر بالاطمئنان لنوايا الحاكم وسلوكياته وعدم الخوف منها وحملها على محمل صدق النوايا

  وبالتالي فان عاقبة هذا الأمر على الحاكم وأعوانه مع الشعب مختلفة تماماً عما هي عليه مع الطغاة

 والمخادعين والقامعين لشعوبهم

ويرى فرانسيس فوكوياما في كتابه (الثقة: الفضائل الاجتماعية وتحقيق الازدهار):إن الثقة 

هي كلمة السر في انتقال المجتمعات من حال إلى حال وتطور الدول من وضعية إلى وضعية مغايرة، ويعبر

 عنه فوكوياما بـ( رأس المال الاجتماعي) ويعني هذا المفهوم مكونات رأس المال البشري التي تسمح

 لأعضاء مجتمع ما بالتعامل المشترك في ظل منظومة أخلاقية قوامها الثقة المتبادلة، فالثقة لها أثرها

 الإيجابي في تحقيق النمو والازدهار في المجتمعات كما وتمثل قوة أساسية للثقافة في خلق مجتمع اقتصادي

 وسياسي متماسك ومتجانس فقدرة المجتمع على التعاون وتعزيز جوانب الثقة في ما بين أفراده من ناحية

 والثقة في ما بين الفرد والحكومة، تعزز الرخاء والازدهار في بلد ما. ويرى فوكوياما انه عندما تزدهر

القيم، يتصرف الأفراد انطلاقا من أخلاقيات تعتبر أساسا لبناء الثقة بينهم، وتجعل التضامن هدفا في ذاته

 بغض النظر عن المصالح الذاتية. ويؤدي غياب الثقة والتضامن إلى فقدان فرص التقدم الاقتصادي، بسبب ما

يطلق عليه علماء الاجتماع:( العجز في رأس المال الاجتماعي)

فالغضب الشعبي الذي امتد من الأطلسي مروراً بالنيل وبحر العرب وصولا إلى الخليج، لطالما كان كامناً داخل

 النفوس و تراكم لعدة عقود طويلة الى ان وصل إلى حالة من الانفجار الذي لا يمكن للغدر والخداع السيطرة

 عليه حيث الاحساس بالظلم وفقدان الكرامة وضياع الانسانية وفقدان الامل بالحياة كل ذلك أدى إلى ألإنفجار

 والغضب الشعبي الذي أخذ بالإنتشار بين الشعوب العربيه هذه ألأيام