أليونان المفلسة والشرق الأوسط الملتهب والنزيف الأوكراني ؟

مستقبل يكتنفه الغموض . تقرره ورقة اقتراع ب " نعم " أو " لا " . ففي كل منهما مستقبل مختلف ولا أحد يستطيع اليوم التحدث بما ستؤول إليه البلد يوم غد . فهناك سيناريوهات عديدة في اللعبة .

أليونانيون قضوا نهاية الأسبوع بين الترغيب والترهيب . ينتظر الواحد منهم دوره لعله يجد 60 يورو أو 120 يورو للمتقاعدين في البنك الذي يتعامل معه . فالإقتصاد مشلول والمباحثات مع المستعمرين الدائنين مجمدة واللغز المحيّر تحله ورقة الإقتراع يوم غد .

ألمواصلات مؤمنة بالمجان وكذلك الكشف الطبي والعلاج اللازم بالإضافة إلى الطعام طالما البنوك على حالها مغلقة بانتظار حلٍّ يقرره الخارج . فوزير النقل قرر ذلك بدءاً من صباح غد الإثنين فيما منحت شركات الإتصال مكالمات إضافية وكذلك الإنترنت مجاناً وعمدة العاصمة أثينا قرر تقديم الأغذية والأدوية للمواطنين . وأما اليونانيون العالقون خارج البلاد فما لهم سوى العودة وهناك من سيسهل لهم ذلك .. لا حلّ آخر . وأما عمدة سالونيك فقد قاد مسيرة حث فيها المواطنين على التصويت ب " نعم " .

لكن رئيس الوزراء أليكسيس تسيبراس وعد المواطنين بمستقبل أفضل حال تصويتهم ب " لا " مؤكداً لهم أن حكومته ستبرم الإتفاق مع الدائنين بعد 48 ساعة فقط من إعلان نتيجة التصويت .

قال عقب ساعة حوار على شاشة تلفاز أنتينا وبغض النظر عن نتيجة الإستفتاء إلا أنه كان يجب إجرائه قبل خمس سنوات ورد كذلك على سؤال لإحدى المراسلات إن كانت النتيجة ب " لا " فبعد يوم فقط سأصل بروكسل لتوقيع الإتفاق . وأكد أن " لا " كبيرة ستحدث هزة في كل أوروبا .

20 ساعة عقب استفتاء سيكلف البلاد 10 مليون يورو ويجري بعد 40 عاماً من آخر استفتاء سيتم إعلان النتائج كما قالت وزارة الداخلية .

وبغض النظر عن النتيجة فلو جاءت حتى ب " نعم " وأصبح لازماً تشكيل حكومة وحدة وطنية . فإنها ستكون بحاجة لثقة البرلمان وقد يحتاج ذلك وقتاً ليس بالقصير .

أليونان ستتلوها عدة بلدان في داخل الإتحاد الذي لم ير النور بعد .

وأما دول الجوار ممن لم تدخل الإتحاد فهي تقف على أعصاب اقتصادها الهش أيضا .

تداعيات كل ذلك تنذر بحرب إقليمية بلقانية كانت السبب في اندلاع حروب كبرى . ولها انعكاسات قوية جداً في ظل شرق أوسط ملتهب ونزيف أوكرانيا الشديد .