حتى لا ننسى الخير

أخبار البلد-  م. فواز الحموري

 
 
 
 

 

تكثر مع ظلال شهر رمضان مبادرات الخير سواء من موائد الإفطار أو حملات التبرع للفقراء والأيتام والمساكين أو مشاريع الخير الأخرى والتي تغرس معنى الإيثار والتضحية والزكاة والطهارة والنماء في النفوس ، بعيدا عن مظاهر التسول والاستجداء وطلب المساعدة والوقوف عند الأبواب وانتظار الصدقة .
ومع جملة النشاط الخيري في شهر الطاعة، يلاحظ نمو حجم الحاجة للأسر العفيفة والأيتام والحالات الملحة الأخرى وعدم تناقصها على الرغم من تزايد حجم المساعدات المقدمة والتي تبينها تقارير الجمعيات والهيئات الخيرية للجمهور عند طلب المعونات والمشاركة في حملات الخير مدعمة بالصور والوسائل المثيرة للعطف والشعور مع المحتاج .
طرود المساعدات والمساعدات النقدية والمعالجة المجانية وكفالة اليتيم ومجالات متعددة أخرى تحتاج إلى ديمومة على مدار العام وليس فقط خلال شهر رمضان وانقطاع المدد وتناقصه بعد انقضاء الشهر الفضيل والعودة إلى دوامة الصرف في جميع الاتجاهات والانشغال بالدنيا عن الآخرة .
وعلى الرغم من المحاولات الخيرية لتغطية جميع المناطق إلا أن هنالك حالات من العوز لا تصلها المساعدات أو يعلم عنها احد من أهل الخير والعطاء وتظل طوال العام على حالها من المعاناة والفاقة وبالمقابل يمكن ذكر حالات محددة من المستفيدين تعلمت الكسل والانتظار وحتى الاختيار من بين المساعدات المقدمة وتفضيل بعضها واقتناء أشكال معينة على غيرها وكم دهشت من عدم قبول محتاج لمساعدات عينية وإصراره على معونات نقدية بل وصراخه على لجنة التبرعات ومطالبتهم بالمزيد من الأموال .
أيام معدودة ونودع فيها شهر رمضان ويبقى السؤال عن إدامة فعل الخير من خلال المحافظة على أداء الصدقة والزكاة والتبرع وإطعام الفقراء وكفالة اليتيم والتي أصبح من السهل إيجاد المستحقين لها بيسر وسهولة. 
بين «من يحتاج» ومن «لا يحتاج» ثمة فارق يلزم لإدامة الخير على مدار العام ويكفي لشمول المحتاجين بحق للمساعدة بحق سواء بسواء واقرب من توفير ما يلزم لحاجات البيت وتأمين لقمة العيش الضرورية .
وبين ما « نجمعه « وما «يزيد عن الحاجة ويذهب هباء « ثمة فارق أيضا يعبر عن حالة من الترف وعدم التوازن تعكسها بعض موائد الإفطار كمثال لعدم تقدير معنى النعمة ومعنى عدم قدرة بعض العائلات توفير طبق واحد من سلسلة الأطباق لأطفالها عند موعد الفطور .
حتى لا ننسى الخير بعد رمضان، نحتاج إلى تقدير قيمة القروش والدنانير لدى البعض والتي تعني أحيانا مسألة حياة أو موت عندما لا تتوفر تلك النقود لسد الحاجة على اقل تقدير.
كتب احد الظرفاء من المحتاجين رسالة إلى إحدى الجمعيات جاء فيها : « شكرا .... رجاء لا تنسونا بعد رمضان....نحتاجكم أينما كنتم « ... ترى هل نصل إليهم على مدار العام... آمل ذلك ! .