بزنس رمضان
كان رمضان بوابة لبهجة وحفاوة البسطاء بالحياة بشتى صورها، فرأيت كيف يتربص الفقراء قبل الأغنياء، والمسيحيون مثل المسلمين، بنسمات هذا الشهر ليتباروا فى ممارسة التسامح بكل معانيه، ويجتهدوا فى اختلاس الفرحة من بين أنياب الفقر وقلة الحيلة ..
تحول رمضان لمجرد «سلعة»، ويصبح موسماً للهوس بامتياز.
«بيزنس عمرة رمضان»، الذى فتح أبواباً للمباهاة بدرجة الفندق والطائرة، وموائد الرحمن والسلطان، والخيام الرمضانية، وحتى الاختراع الجديد الذى يطلق عليه «شنطة رمضان»، وهو اختراع التجار الشطّار، ليتخلصوا من السلع الراكدة لديهم ..
ورغم أطنان المأكولات والمشروبات، وماسورة التسلية التى تنفجر عبر الفضائيات فى صورة مسلسلات وبرامج كوميدية وترفيهية، فستكون من التعساء حين تضطرك الأقدار للسير فى شوارع عمان قبل الإفطار بساعات، لأنك ستسمع وترى ما يؤذى حواسك.
دعونا نعترف بأن الاردنيين فى هذا الشهر يصبحون كائناتٍ عدوانية بشكل يستعصى على الفهم، ويستحق دراسة ميدانية رصينة للوقوف على أسباب تعايشنا مع كل هذه التناقضات
ثم لماذا لا يتسق المرء مع نفسه فيكون لإيمانه «المزعوم» مردود عملى على سلوكه ويقظة ضميره، وما الفرق هنا بين التدين الحقيقى، وهو «ما وقر فى القلب وصدقه العمل»، وتلك الموجة العاتية من الهوس الدينى التى يستغلها الأدعياء والمحتالون، وقد نجحوا بالفعل فى تسليع آنبل المعاني الروحية ,بمعنى تحويلها الى سلعة تحكمها قوانين السوق لا الصدق حتى البر وعمل الخير اصبح سلعة في رمضان .
إن الصيام ينشئ لدى عقل ونفس الإنسان شعورا بروحه وأنه قريب من الله.. ويستشعر بعقله ونفسه إحساس بالسلام والروحانية.
ان كل ما أمرنا به الله سبحان وتعالى له حكمة وغاية سامية بالغة.. فالصيام طاعة لله سبحانه وتعالى.. والتعود على الصبر جزء من الإيمان بالله .. إن الله شرّع الصيام ليثمر فى الصائم تقواه.. فالصيام تهذيب للنفس واستقامة لسلوك وأخلاق الإنسان.. هذا بخلاف الفوائد الصحية التى تعود على جسم الإنسان من الصيام
يد غير مجهولة اغتالت «رمضان الاردني »، الذى كان الكثير يحسدوننا عليه ويهنئون من يسعده زمانه منهم لحضور أجوائه، قبل أن يتحول الأمر إلى مزاد لتحريم جميع مظاهر الخصوصية الاردنية ..
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام