المواطن الأردني والفانوس السحري

 

يحكى أن رجلاً أثقلته الهموم والظروف المعيشية وحالة الانهزام  وقلة الحال وسوء الأفعال والطرش والعميان والكوسا والباذنجان وكامل ومحمود وإيمان وسلامي للحاجة أم فهمان.

وصل هذا الرجل إلى الخرابة القريبة على منزلة المتآكل ليجد شيئاً غريباً بجوار الباب،،،،

فكان فانوس سحري قديم قد ترك هناك منذ أزمان،،، مما أثار دهشة هذا المواطن ليجد نفسه وبدون وعي يفرك هذا الفانوس ليبدأ الدخان بالانبعاث للأعلى وبصوت الرعد وسجير النار يخرج هذا المارد بعد عدة سنين من هذا الفانوس وبصوت مرتفع(شبيك لبيك عبدك بين ايديك)  أطلب وأتمنى ،،،،،

بدأ الرجل بالتلعثم والتخبط والرجفة الغير اعتيادية غير مصدقاً للذي يراه ويسمعه،،،،

فقال المارد وبصوت مرتفع للمواطن ،،،،شبيك لبيك أطلب وأتمنى،،،،بقدر ألبيلك طلب واحد فقط،،،

فبدأ الرجل يفكر وحقيقة أصبح بحيرة من أمره ماذا يطلب،،،،

فكانت بجيبه خريطة الوطن العربي الممزقة المتفتتة ولونها يميل إلى الصفار ،،،،

ففكر الرجل وقرر طلب يتمناه كل العرب وكل إنسان شريف،،،فقال الرجل للمارد أتمنى أن أرى الدول العربية كدولة واحدة وأن نتغلب على العدو الصهيوني ونكتسح سلاحه ونهزم تغطرسه لتعود الأوطان كما كانت.

ليعم السلام والمحبة والتآخي فنحن منذ العصور الجليدية نتصارع ونتهم بعضنا البعض ونحن نعتبر أكثر الشعوب شراسة على بعضنا البعض فهل لك مساعدتي سيدي المارد.

فقال له المارد هذا الطلب محال،،، ومستحيل،،،،،أعطني من عندك طلب آخر يكون أكثر سهولة،،،،وسهل المنال،،،،ففكر الرجل ملياً ليطلب منه: أن أن أن

أن يصبح الأردن بلد خالي من الحوادث المرورية القاتلة

أن يحصل الأردن على مجلس نواب بانتخاب حر ونزيه

أن يحصل الأردن على النفط بأقل الأسعار وأن يصبح بمتناول الجميع

أن تصبح النوادي الرياضية بالأردن تشابه النوادي الاسبانية بالروح الرياضية عند الفوز وعند الخسارة.

أن يصبح الأردن بلد زراعي وأن ينعم المواطن بأطيب الفاكهة والخضار

أن ينتهي مشروع الباص البطيء على خير وسلامة

أن تنتهي النعرة الإقليمية للتعايش الحر الشريف

أن تنتهي العنوسة بشكل كامل وتسهيل الزواج

أن يتلاشى الفقر ،وأن يحصل كل مواطن على حقه الشرعي

أن يتم تعبيد الطرق بشكل جيد ولو لمرة واحدة بالعمر بدون حفريات من اليوم الثاني

أن يصبح راتب الموظف يتناسب مع غلاء المعيشة

أن تصبح المدارس جميعها مجانية وبدون فوارق اجتماعية

أن يوضع الرجل المناسب بالمكان المناسب

أن تنتهي الكشرة وأن يصبح المواطن الأردني أكثر ابتسامة

أن يصبح ممر المشاة مكان امن للعبور ليلاً نهاراً وأن تلغى عبارة ممر الموت القادم من على خطوطه

أن تصبح الحيطان خالية من الخرابش (لتشييك مزارعكم) على سبيل المثال

أن يصبح الإنسان ينام ويصحو بدون التفكير بالهم اليومي والتأمين الصحي وغلاء الأسعار وقلة الراحة وسمات البدن والواجبات المرهقة والاستهتار والحوادث الدموية وحالات الانتحار وأهمها حالة الموت السريري التي تؤرق المواطن من الحيتان البشرية ومن الرشاوى ومن سوء الأمانة ،،،،،،،،،،            

أريد وأريد وهنا قاطعه الجني حارس الفانوس وقال بصوت عالي مثل الرعد،،،،،

 بشرفك وبعرض الثعالب والسناجب والأرانب أعطيني الطلب الأول،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، خلصني.

 

هاشم برجاق

9-12-2010

www.Hashem.jordanforum.net