غزة تنتصر أولا وأخيرا

فائض الطعام لم يصلها وتتخمها لهذا تحدت الفئران بجميع ألوانها بأنها ستخرج عارية من رائحتها لو فكرت في الاقتراب منها، فكل ما عرفته النساء هنالك هو أسمال أولادهن عندما لثغن منها ذات غزوة صهيونية مجذبة، فهي ليست منجماً للذهب يسيل لعاب اللصوص والسراقين عليها، وليست لوفراً جديداً تغري الباحثين في السطو مرة أخرى على التاريخ وتشطير العالم الى صهاينة وغيرهم.. هي الأن أرملة ترتطم بسقف منزلها الوطيء وتتوضأ بالدم كي تتطهر من خطيئة لم تقترفها بيديها البلوريتين التي ستصبح ذات يوم كل كريستالة منها وثيقة لإدانة الاحتلال والتعاليم التوراتية الجديدة.

نعرف أن البكاء هو لغزة والأطلال للعرب لكن النصر لمن يضحك أخيراً، فغزة لم تتعرى من أوراق التوت كي تقول للعالم أنها وقعت في الخطيئة الجغرافية أو أنها سقطت في قعر التاريخ،.. النشيد الان انسانيّ وأمميّ يقع في الصميم من الأدمية لهذا لن نعلن العصيان على التوراة المسلحة بأخلاق هي أضعف الإيمان، لأن الخارطة مفروشة من كل الجهات بغزة ولن تقطر نقطة حبر واحدة دون تبرئة الضمير والخلجات الداخلية مما يحدث وينتهك من حولنا لأن النيران وصلت منازلنا ودخلت فراشنا من أعرض الأبواب ولن ينجو من التبرئة الاخلاقية احد..


غزة الأن جائعة وعطشة وثكلة، فليلها حالك وطويل وقد أدمنت السطو والاحتلال ورافقت الفولاذ على الاطلال والوديان، كأنها تعيش الآن على سِراج ينطفئ مع كل نسمة هواء ، فهي المعادل الدموي لما أسماه هيغل بمكر التاريخ، فقد أدمنت المسك وتذوقت الشهادة حتى أصبحت عادة يومية وشهرية واسبوعية.

محاصرة غزة مرة أخرى جاء بعد اللقاء العذري الذي جمع أوباما مع نتنياهو، فقد أتحف أوباما الجمهور بتألقه الإسرائيلي الباهر، ولم ينسى أن يذكر المرسل اليهم والجمهور بأنه مع القضية المقدسة لليهود، كما كان سلفه بوش الذي كان يستمد تعاليمه من السماء على حد قوله، وهذه مناسبة لنتذكر الكتابات التي كتبها عرب وأشباه ونظائر، عندما القى أوباما خطابه في القاهرة، بعضهم زاوج بين أفريقيا والجزيرة العربية وعاد بأوباما الى نسل اسماعيل وابراهيم، وبعضهم الآخر تفاءل بأن الاسلام وصل القارة الاميركية المشمسة، وتفائل اكثر عندما كتب أن الخلافة الاسلامية الجديدة ستكون من نسل اوباما وليس بني أمية أو عبد مناف، فتلك أوراق أختلطت بها البدائية والحداثة لتنتج كوميديا صفراء عفت عنها الشمس.