ستفطر كعصفور بالجنة !!

شاب في ريعان الشباب، كان يحمل فرحة والديه بين جنباته، تضج حوران به، وبكل الشباب أمثاله، لم يكن يعلم ان فرحة والديه لن تكتمل برؤيته مسجى، بدلا من أن يلبس ثوب التخرج، لبس كفن الموت، وصار شهيدا !
لم يكن يعلم أن القنابل التي نسمع دويها بالقرب من بلادنا ستسقط يوما فوق رؤوسنا، أنه سيكون أحد ضحاياها، لم يكن يعلم عندما خرج صباحاً انه لن يعود لمنزله، ولن يقبل يد أمه، ولن يرى أهله!!
أيام فضيلة لعله كان يتمنى أن يموت فيها، ولعل أبواب السماء كانت مفتوحة ليستجاب دعاؤه، فيسقط شهيدا!
وكأنه عصفور صغير، صام صياماً عصافيريا ككل العصافير الصغار، وجاءت لحظة موته لينطلق من قيد الظلم، ويودع أهل الأرض بعيدا عنها...هاربا من قضبان السجن، وراحلا لقافلة الذين سبقوه، هؤلاء الذين قتلوا دون ذنب! غادر الأرض ليفطر مع أهل الجنة...إفطاراً يحسده عليه كل من عرف قدره. !
شهيد حوران، كلنا نتمنى الموت..في هذه الأيام الفضيلة، ونطير بك لنزف كعصافير للجنة، بعيدا عن أرض امتلات كلها بالحروب والدمار، أرض باتت تحمل في داخلها شلال دماء...يسيل ليجرف كل من كان أمامه، حتى لو لم يكن له ذنب، نريد ان نزف كعصافير للجنة بعيدا عمن يقتل باسم الدين والحق... والدين والحق منه براء..، بعيدا عمن نسي يوما..! ان هذه الدماء ستطوق أعناقهم يوم القيامة لتسألهم بأي ذنب قتلت؟! ولم قتلت!!