بيان الدستور

سفارة العدو الاسرائيلي ببيانها الذي تعرضت فيه لصحيفة الدستور لا يعد امرا غريبا من حيث الشكل والجوهر وانما جديدا في الاسلوب فقط كونها تتدخل اساسا حيثما تراه مناسبا لها وبما لديها من امكانيات تكنولوجية متطورة، وليس خافيا ايضا انها تتجسس بالاتجاهات التي تريدها ولا تحسب حسابا لاي انتهاكات واعراف اخلاقية وديبلوماسية، ثم انها قبل هذا الامر انتهكت السيادة الاردنية بمحاولتها اغتيال خالد مشعل فلا عجب ان تدخلت في المركز القانوني لصحيفة الدستور.
افضل ما جاء في رد صحيفة الدستور على بيان العنجهية وصف الاسرائيلي بالعدو، والامر مهم جدا لجهة تأكيد الصفة وان كل سنوات ما بعد وادي عربة لم تغير حالا وانما كرست اكثر اعتبار العدو نفسه الاسرائيلي، وانه ما زال عدوا وان له سفارة هنا، ويكفي الدستور فخرا انها ذكرت بالاعداء لمن نسوا وذكرتهم انهم على ما هم عليه تاريخيا كمغتصبين ومحتلين وقتلة ومجرمين وخارجين على القانون الدولي والاخلاق الانسانية.
يثبت تباعا هنا وعند الفلسطينيين وكل ابناء الامتين العربية والاسلامية انه لا امكانية ولا مجال باي شكل من الاشكال لقبول الاسرائيلي ككيان وسطهم، وان اي معاهدات معهم لن تغير من الحال ابدا. ومنطق الامور يفرض التوقف عن اي محاولات لتغيير هذا الثابت وان اي مبادرات من اي نوع لقبول متبادل.. مصيرها الفشل، وانه على الدول المعنية التوقف عن محاولتها في هذا الاتجاه والبحث عن مصالحها في اتجاه مغاير، وانه لو طال الزمن بما عليه الحال الان فإن النهاية إلغاء هذا الكيان، ويدرك اي منصف فكريا بعدم وجود مستقبل للاسرائييلين بدولة في محيط مسلم بحكم ما في اذهان حاخامات اليهود من كراهية واحقاد للاسلام والمسيحية في الشرق، وينبغي في الواقع العمل على ايجاد حل لليهود وليس للفلسطينيين بحكم واقع الفلسطينيين كمسلمين وعرب وبامكانهم الاستمرار والصمود ووجودهم في محيطهم الطبيعي