شموع القلوب

تبدأ الحياة بشمعة وتنتهي بمجموعة شموع لا يتسعها قالب الحياة فأضيفي في كل شمعة كوكبا في مدارات حياتك يا أبنتي
يكتب قلبي اليوم أيام سنواتك حين ضحكت شفتاي لسماع صوتك وملأت حياتي سعادة وسكن بيتي ذكريات لمساتك أنتِ لي روح التي أعيش من أجل أن أراكِ حلماً كبيراً ينير حياتي أنتِ جوهرةٍ تلمع أينما توضع زواياها إليكِ صغيرتي كتاباتي التي أن شأتي أكتبها لكي بدماء قلبي ذكرى على صفحات حياتك حين تكبرين لتعلمي أن هناك قلباً هو ملجأ لا ينضب ولا يجف عطاءه هو حضنك الدافئ وأنتي صغيرة وعندما تكبرين ستبقي في عيني تلك الطفل الذي نحمله في قلوبنا نرسم به لوحات الطفولة وعبقها وينطق نجوى أحلامنا قائلا : غداً هذا أنا حين أكبر ,وحين يكبر طفلكِ صغيرتي سيعلم أن الحياة مشقة وصراع منذُ تكونتي وحتى ضحكت لكي الحياة وحين ترتاح روحكِ ,تلك التحديات والصعوبات تنمو كشوك الذي تبعثر في منتصف الطريق غطاه ضباب عينيكِ صغيرتين ولكن حين تكبرين ستتحقق المعرفة القاتلة وتختفي الأشياء الساحرة,ولكن لتعلمي صغيرتي أن أرادة الإنسان وعزمه منذُ أن كان الإنسان البدائي وحتى الإنسان العصري أستطاع أن يشق الصخر بيتاً له وبقيا يزينه بجمال قلبه وعقلة حتى وصل إلى عصر لا تفصلنا به الجدران بقدر ما تفصلنا شاشات التكنولوجيا ,فالله عز وجل أعطى الإنسان عقلاً وقلباً فيحمل له قلبه كل جميل ويدبر بعقله كل كبير,وأعطاه القرآن فكيف يعجز أو ييأس وهو يعلم أن الله قادر على كل شيء وأن الحكمة بيده ينير بها على من يشاء من عباده ,
يا أبنتي أنتي زهرة صفراء التي لا أريد أن ينضب عطرها ولا جمالها ولا حسن تنظيمها الذي أودعه الله فيها ,أريد لطفلك الصغير حين يكبر أن يملئ قلبه الجمال وعقله تفكير والمنطق والحكمة وأن تتركي لكي في كل مكان عبقاً "خُلقاً" يحمل دنياكِ زائلة لآخرتكِ
أريد لنفسك الجميلة أن تحمل شذرات الشموع إلى قلبكِ لتنيره ليسع النور إلى مدارك فكرك لتحكمه الحكمة في نور البصيرة