تلفزيون لكل صائم

مؤكد أنكم تعانون مثلي، من مشكلة «الريموت، وهو الذي يغيّر القنوات التلفزيونية، ذات «المسلسلات» وما أكثرها. حتى تشعر أنك كرب أُسرة، مطلوب منك، توفير جهاز او شاشة تلفزيون لكل «فرد» من افراد العائلة. طبعا، لا بدّ ان «تضحّي» كونك «الكبير» و»الكبير» لازم «يتنازل» دائما للصغير. وما بين «الفيس بوك» وبين «التلفزيون» تدور «رحى» المعركة كل يوم بين أفراد العائلة «الواحدة». هذا يريد متابعة مسلسله على قناة كذا والآخر يريد متابعة القناة التي تعرض برنامج الطبيخ، والأم الفاضلة، لا بدّ ان تكون فاضلة، تحرص على متابعة «خواطر/ الشقيري» في موعدها السادسة والثلث مساء. وقد اكتشفتُ طريقة لحل المشكلة ولو جزئيا، وهي الخروج وقت «المشكلة»، وعادة ما تبدأ قبل موعد الإفطار بساعتين، وتتمثل بـ»رشوة» الصغير «الدلّوع» بمشوار حول الحارة، فيطمع بشراء «أشباس» (جمع شيبس)، و»بوظة». فتكون بذلك قد «سحبت الصاعق» من «القنبلة». لأن اصغر افراد العائلة عادة ما يكون «المنتصر» في أية معركة. نخرج معا، ونطوف الشوارع المحيطة بالحارة حيث نسكن. وعادة ما يكون ذلك، قُبيل أذان المغرب، فأرى «الطوابير» عند «بائع القطايف»، وعند «المخابز». الكل يريد شراء «خبز» ساخن. وتسير فتجد «صراع السيارات» والتشحيط والتفحيط، وتكتشف ان هناك من «يستمتع» بممارسة «عُقده» النفسية، وقت المغرب، قال يعني الأخ «صايم» و»مستعجل» ع الفطور. الجميل في المشهد، الذي أحرص عليه كل مساء رمضاني، منظر العائلات التي تخرج قبل نصف ساعة من موعد الإفطار. فتجد السيدة متأنّقة الى جوار زوجها الذي يحاول رسم ابتسامة «صفراء» مجاملا زوجته، متحاشيا التصادم مع رغبتها بالخروج. وترى الاولاد في المقعد الخلفي أكثر فرَحا بالمشوار، لأنهم سيأكلون من عند «الآخرين»، وبالتالي سيأكلون بنهم شديد. اما الزوجة «المعزومة»، فسعادتها اولا لأنها «ارتاحت من اعداد وجبة الافطار»، وبالتالي «حصلت على إجازة» من الطبيخ والاهم لن تفكّر في «موضوع جلي الصحون والطناجر»، خاصة اذا كانت «صواني دجاج». يظل الولد الذي كان يُمسك بيدي طوال الرحلة، ضجرا حتى ندخل «السوبر ماركت»، فيفلت، وينطلق «ملتقطا» ما يريد من «الأشباس» و»البوظة» التي يلتهمها «بعد الإفطار». نعود الى البيت، لتبدأ معركة «الريموت» من جديد، بعد «اذان» المغرب مباشرة. الله يكون بعون «ربّ الأُسرة» أو «ربّ البندورة