من هو الشعب وماذا يريد

من هو الشعب وماذا يريد

 

من مأثورات الأديب السوري الراحل محمد الماغوط : "لا أراهن على نفاد الخبز، أو الماء، أو الوقود، بل على نفاد الصبر" .

 

إرادة الشعب :

هي نوع جديد من العاطفة الجماعية والنفسية  على أرض الواقع خلق من عالم افتراضي "ثورة الفيسبوك " كانت شرارته الأولى تضحية بالنار وبالذات لتعبر عن الآلامها .

 

نفاذ الصبر صراع الإرادة الحرة :

 

بعدما شعر يوعزيزي أنه أمام صورة واقعية تفرض نفسها في قلعتها ...عبر التقوقع وإعلان القطيعة، «لتنعم» في ترف العزلة الخانقة، خوفاً من المواجهة التي تفضح ما وراء اسوار القلعة ...، ثمّ الشعورالذي يتعمق من  تحجيم الدورة الاقتصاديّة وتقزيم الاقتصاد.. الذي قزم كرامة الإنسان ....مما ساهم في  عظّم العزلة الخانقة التي تفرضها الدولة على نفسها ومواطنيها...

ثم مواجهة مع واجهات شكليّة يسيّرها متنفّذون سلطويّون لهذه القلعة .... سلبت بذلك الإرادة الحرّة، وحجّر التفكير المنطقيّ....ودخل دائرة نفاذ الصبر .

 

الذهول أصاب المحللين ورجال الساسة :

 

حدث مر في بداية الأمر كحادثة تخص دولة تونس ثم تطور بطريقة غريبة بين الدول

وبشكل متسارع ومفاجيء ذهل منه رجال السلطة القدامى والمحللين وعلماء السياسية وغيرهم ...بل عجزوا عن التوضيح الكافي لما يحدث .

 

ثلاثة حروف قلبت الموازين الشعب :

 

وبدأنا نرى ونسمع يوميا عبر الإعلام كلمة حفظتها الأذهان والصحف ...الشعب يريد

...الشعب يطالب ...الشعب يعتصم وغيرها من شعارات طالت عالم الفن والرسوم المتحركة..والكاركاتير .

فمن هو الشعب ... ولماذا خرج فجأة ...ولماذا بالوطن العربي بالذات بكل أطيافه ؟؟؟

 

 قال محمد وقيدي عند تعريفه للشعب :

لفظ الشعب: المجموعة البشرية المتساكنة والمتعايشة على نفس الأرض وذات الحدود المعينة مع أراضي أخرى مجاورة من الجهات المختلفة، والتي لها تاريخ مشترك وتحكمها نفس الحكومة، ولها تعاقدات مجتمعية وقوانين تنظم العلاقات بين أعضائها، وبين مؤسساتها، ثم بين مجموع الأعضاء وتلك المؤسسات. وليس من الضروري لكي نطلق لفظ الشعب على مجموعة بشرية أن تكون هناك وحدة في العرق أو اللغة أو الدين، وذلك لأن عددا من الشعوب المعروفة لدينا في الوقت الحاضر تتكون من أعراق مختلفة وينطق أعضاؤها بلغات متباينة، وتكون لهم اعتقادات دينية مختلفة.لكن، من محددات الشعب مايتكون لديه في التاريخ من أنماط للعيش ومن عادات وأعراف وعلاقات بين مكوناته.

 

ما هي عوامل الاحتجاجات المجتمعية :

بداية ربما من عوامل الاحتجاجات المجتمعية او ما سمي بالثورة :

 

  الاحتجاجات المجتمعية تأتي من غياب الشعور بالعدل....  

وذلك عبر التشريعات التي تكفل لجميع الناس حقوقهم بالمساواة أمام مؤسسات العدالة

 

فقدان الوعي ....أي الجماعات البشرية وعي بتشكلها التاريخي المتنوع وهي التي تمتلك القدرة على تدبير تعايشها في إطار الاختلاف الذي يشكل بعضا من غنى وجودها.

 

فقدان مشاعر الرضا والإختيار وخاصة في معايير الانتخابات البرلمانية ...او المجالس

المحلية او الانتخابات الرئاسية في منظومة الجمهوريات.

 

الشعوربالإخضاع بالقوة والقهر لهيمنة خارجية سواء بالثوب الجديد وهو الشركات العابرة للقارات او الثوب القديم وفق هيمنة المؤسسات والأفراد ... تستولي على أراضيها وثرواتها....

 

فإن الحق في العدالة يغيب مع عدم تكافؤ الفرص المجتمعية في التعليم والتشغيل

 

عدم تنفيذ ما وضع لسياسات التنمية....سواء الثروات بمختلف مستوياتها، وتنمية الطاقات البشرية، وتنمية المؤسسات التي تكون قادرة على منح أعضاء المجتمع بمساواة بينهم فرص التكوين والشغل والاستمتاع بالحياة التي تضمن صحتهم واستمرار حياتهم.

 

محاولات للتحرر من الآثار العميقة التي تركتها الظاهرة الاستعمارية في حياة الشعوب

وهي ذات جذور نفسية عميقة .في الوعي العربي بشكل عام .

 

صور ومواقف و محاولات الهيمنة لم تنقطع، علما بأنها وجدت لنفسها صيغا جديدة ومبررات أخرى غير التي اعتمدتها في السابق...

 

الشعور بعدم الاستقرار وذلك من تداعي علاقات الصراع مع الجوار أو مع جهات العالم الأخرى...بغض النظر عن نوعيتها ومن بدأ بها .

 

مشاعر التعارض بدرجات مختلفة مع النظام السائد قد يرتفع لدرجة تعكس صور الاستبداد وفقدان السيطرة مما يثير حساسية الشعوب نحو المطالبة بحقوقهم

وتصبح ترى السلطة كنوع من التسلط وليس كنوع من المسؤولية .

 

كذلك مشاعر تبرز عندما ترى الشعوب أن العالم يسوده نظام القوة والسيطرة

التي تتقاطع مع مواثيق حقوق الإنسان أي كان .

 

ردا على عنف الاحتلال سواء البعيد وفق الجغرافية او الاحتلال النفسي وفق المرئيات المباشرة او غير المباشرة ....والحرمان من الحرية والكرامة .

 

 

. تبدو الإنسانية اليوم غير قادرة تمام القدرة على تجاوز سلبيات الهيمنة التي تمارسها القوى الكبرى في العالم. وهي لا تظهر عاجزة عن تدبير اختلافاتها الحضارية والمجتمعية فحسب، بل عاجزة عن التخلص من عواقب عالم يسوده توازن مقلوب تكون فيه القوة هي المعيار الأساسي. والطريق إلى توازن العالم .

 

ردا على الهيمنة الإقتصادية وخاصة المسرفة بكل مظاهرها حتى أنها انعكست على الغلاف الجوي لسكاني الكرة الرضية بسبب سوء توزيع للثروات وبطر الإستهلاك

وإستغلال المراكز بطريقة عبثية ...جعل المشاعر تتجه نحو العدالة الإقتصادية التي

تتزاوج مع العدالة السياسية بعقد حقوقي .

 

ردا على العبثية في تسويق  معاني الحرية والكرامة و الإبداع وتحرر الذات .

 

ردا على الإنفتاح الحضاري الذي زاد بمشاعر الحرمان والوجود الإنساني عند رؤية

وأساليب الآخرين في سلم الإرتقاء الإنساني وخاصة المادي .

 

ردا على مشاعر الخوف التي اكتنزها الإنسان العربي مقابل لإكتناز الجانب السلطوي

لمنابع الثروات ...

 

وأخيرا ربما لم أذكر منظومة العلم والسبب أن الحاجات الأساسية كانت هي مركزية

المطالب وفق هرم ماسلو ...الذي الآن يواجه هرم السياسية وهرم الإقتصاد .

 

ولكن أغرب شيء كلا الطرفين سواء رأس الهرم او القاعدة كلاهما من الشعب وليس

من كوكب المريخ او المخلوقات الفضائية معضلة الوجود ومفهوم الإنسان والسلام والديمقراطية  .أو معادلة بين ماهو حق وما هو واجب .؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

 

الكاتبة وفاء عبد الكريم الزاغة .