متى تخرج جمعياتنا الخيرية من المطبخ
أخبار البلد - خالد أبوالخير
لا أعرف لماذا يقتصر العمل الخيري عندنا على الطعام والشراب، باعتباره المجال الوحيد لعمل جيوش من العاملين في الجمعيات الخيرية، ولا يتعداها الى سبل أخرى للخير.
أتابع، ويتابع معي كثيرون، الدعايات التي تبثها جمعية مصرية خيرية اسمها « الاورمان»، وما تقوم به مما يثير الإعجاب، وقد استعانت بثلة من النجوم للترويج لأعمالها، يقومون بذلك مجاناً، وفي إطار دعمهم للجمعية وحث الاثرياء المصريين وغيرهم على التبرع لها.
الجمعية أقامت مستشفى للقلب، تعالج به الأطفال المصابين بهذا المرض مجاناً، وأخرى للسرطان، والعلاج به مجانا أيضاً وبنسبة 100%، فضلا عن قيامها بترميم وإعادة بناء بيوت فلاحين فقراء في أماكن نائية، لتكون عصرية ومناسبة للحياة.
عندنا.. لا نسمع عن مشاريع كهذه ابداً، فلم تتصد أي جمعية لغير التبرع لإقامة موائد الرحمن، ودعوتنا لشراء الاضاحي عن طريقها، وجمع الملابس المستعملة لتوزيعها على ذوي الحاجة، وما إلى ذلك من ألوان الخير التي تركز على الطعام فقط.
لماذا لا تبادر جمعياتنا الى إقامة مشاريع خيرية كالتي تقوم بها جمعية « الأورمان»؟ لماذا لا تتصدى مثلاً لاقامة مستشفى للفقراء، وخصوصا لمرضى السرطان أو القلب؟. يكون العلاج فيه مجانا؟. ولماذا لا تطلق مشاريع لتحسين شروط حياة الفقراء في المحافظات، كترميم واعادة بناء بيوتهم. ام أن ذلك كثير، ويحتاج الى جهد ومال وخيال، أما المطبخ فلا يحتاج الى كل ذلك.
أجزم اذا ركزت جمعياتنا الخيرية على إقامة مشاريع نافعة للناس، أنها ستتمكن من تحقيق الكثير ولن تعدم الوسيلة في جمع تبرعات أكثر لغايات سامية كهذه، ولكن قبل ذلك على الجمعيات ان تخرج من المطبخ الى الحياة، وتضع خططاً تبعث الأمل في المجتمع.