المدحنجي

المدحنجي

 

(احثوا في أفواه المداحين التراب).حديث شريف.. ليت للبراق عينا فترى ما نعاني من قرطاس يدوسه قلم تلميع أحمق او بوق ..يفقأ عين الصواب....صفعة دراهم... كل مرة تقذف في الوجه يتلقاها أشعث اغبر قادم من البطحاء. ليرش على الموت سكر لكنه في الحقيقة ملح أجاج... هي ثمن منطوق الرياء والنفاق كلما سالت من بين شدقيه كلمة مدح هزيل يلقيها في وضعية قرفصا محشورة في شطري بيت شعر محطم أو اعوجاج سجع... لفظ علي سبيل الاستجداء يتلى على صاحب المجلس الرشيد المتمرس في بيت المال..يحمل بوق ...يردد... أعط هذا ألف درهم...أما ذاك فيكفيه شق تمرة... كان هذا في غابر الأزمان...وامتد إلى هذا الزمان حيث  خليط وسائل  التعرف على  ما وراء الأكمة وكشف الخنوع المستور والمهن  الرائجة  للتسول المكتوم  والاعتياش المجاني المذل والامتصاص المريع  من ضرع المال العام المدر في الزمن الرديء... الدفع فوري وكاش وعطايا أخرى وامتيازات ونفوذ يجري في ظلام طويل  ... هدف مقابل هدف... مني المال اركله لكم ومنكم المقال اركلوه إلي ...مع تعديل طفيف يتعلق بقواعد الحركة والثبات فيما تبثون او تسطرون ... قذف المرمى باتجاه الكرة... جمع شتات كلمات واغتراف من قاموس التملق وعبارة من نفايات النفس للمساعدة على الشهيق  تجري على الرقاع في مديح مطبوع  يقال في ذلك المهزوم الممتلئ بالرعب لقاء اجر من خزانة  المكتب الخاص مأمون العواقب لان البراق في سبات  ... يعطى بسخاء مسروق يليق  بالمستوى الرفيع عندما يطلب نجدة في لحظة اهتزاز ليختبئ خلف عجز بيت من قصيدة عجفاء ...وقدرة متناهية على تأمين انتشار سريع  وتغطية إعلامية شاملة من ثمل يترنح خلف الميكروفون يبث فتنة بلا انقطاع  ويتحدث  عن انجازات اللاشيء....كي لا يؤول صاحبه إلى السقوط ... شكرا جزيلا لقد أبليت بلاء حسنا يستحق الثناء والشكر أيها الصالح العلم... زرعت  لنا  في البحر مقاثي وعملت من الحبة قبة ومن القبة حبة  واتيت لنا  بلبن العصفور...حبر اسود مسال لتلطيخ الصفحة السوداء لكنه رغم ذلك مقروء ويظهر فيه فراغ شاحب بوضوح تام... وحكي فاضي حفظناه عن ظهر قلب  يقال بمن لم تعرفه الخيل ولا البيداء ولا الليل وجمل متهرئة تثقب طبول  الآذان  للإعلان عن العرفان اللقيط  خطها قلم متقلب تبعث على الاكتئاب ...واقلماة وامنافقاه امتدحونا وإلا فقدتمونا...لبيك وسعديك  ونحن  بين يديك