حتى لا نتورط في قضية الدروز

اخبار البلد- عمر عياصرة

 

نقلت صحيفة الشرق الأوسط اللندنية في عددها الصادر أمس عن مصادر إسرائلية أنه تم فتح ممر آمن لدروز سورية الى الأردن.
الملفت في الخبر انه تحدث عن وساطة إسرائليىة لحكومة نتينياهو قامت بها تجاه المعارضة السورية والأردن وأمريكا من أجل ضمان سلامة الدروز وربما لجوئهم.
هذا كله يأتي في سياق من أدلة تتعاضد لطرح أسئلة أعمق عن صحة الخبر؛ فكلنا يتذكر زيارة اللبناني وليد جنبلاط زعيم الطائفة الدرزية الى عمان ولقاءه مع الملك.
حكومتنا والى حين كتابة المقالة لم تعلق على الخبر او تتخذ منه موقفا، بل سمعنا قبل يومين لناصر جودة وزير الخارجية تذمرا من ضغوط اللاجئين السوريين.
بغض النظر عما يجري تحت طاولة المكاتب وفي الخفاء، أعتقد جازما ان السماح للدروز باللجوء نحونا هي قفزة في الهواء، وسلوك غير مسؤول سوف ندفع ثمنه عما قريب.
في موجة اللجوء الاولى التي سهلتها حكومتنا وها نحن ندفع ثمنها، وصبرنا لأجلها بسبب «قصة الثورة» سكتنا لأننا كنا نظن ان في نهاية النفق ضوءا من نوع ما.
اما اليوم فالقصة مختلفة؛ فما يجري في سوريا مجهول، والقتل في أعلى مستوياته، وليس مطلوبا منا ان ندفع مزيدا من الأثمان وان نرفع منسوب التحديات التي تواجهننا.
على صانع القرار ان يتريث؛ فقد تتعرض السويداء لعنف كبير يجعل الممر الآمن بعشرات الالاف وعندها سنقف على أصابعنا متحسرين على قرارات ارتجالية.
على «إسرائيل» او امريكا او غيرها ان تبحث عن حلول اخرى غير ديموغرافيتنا التي أرهقت، وباتت ترفع من منسوب غضبنا على الاستهتار بهويتنا.