طبيخ ومسلسلات وأزمة سيارات

هكذا أصبح «رمضان» للأسف الشديد. منذ ساعات الصباح تبدأ بالتفكير بوجبة الإفطار. وما يعنيه ذلك من حيرة لـ «ست البيت»، التي تحتار ماذا تعدّ للكائنات التي تنتظر بفارغ الصّبر وبفارغ الفمّ، انقضاء الساعات لتلتهم ما قد تكون «ربّة البيت» أعدته من مأكولات ومشروبات وحلويات. أتحدث من جهة «شبه محايدة»، لأنني كائن (آخر همّي الطعام). ولا يعنيني ماذا يكون على المائدة، المهم توفر «صحن عدس» و»صحن سلَطَة» ورغيف خبز. وكثيرا ما كنت أفطر على «علبة لبن» وبعد صلاة المغرب، أدلق برميل شاي. وهكذا ذهب الظمأ والجوع. لكن المشكلة، عندي وعند غيري، تكمن في بعض الأزواج والأولاد، الذين يتحولون الى «ديناصورات» و»تماسيح» لا تشبع. يريدون ان يلتهموا كل شيء. ولا أدري أية معدة لديهم هذه التي تستوعب كل أرتال الأرز واللحم والخضار والشوربات، ناهيك عن الفواكه والحلويات. المحظوظ الذي يعود الى منزله من عمله، دون ان يقع في المحذورات. وأعني، شتم السائقين الآخرين الذين لا تتغير اخلاقهم ولا سوء قيادتهم للسيارة، سواء في «رمضان» أو في غير» رمضان». هم انفسهم، ولا أدري ما الذي سيغيّرهم. منهم من يقود سيارته ببطء وكأنه ذاهب في نزهة. ومنهم من تشعر انه يقود «غواصة» يريد المرور من بين السيارات بسرعة فائقة، ويضطر للتوقف فجأة عند أول إشارة او عند اول «نفَق». بعد التأكد ان «ضمّة البقدونس» متوفرة في البيت وكذلك الخبز واللبن، يتمدد الرجل تحت التلفزيون ليبدأ في «غيبوبة» المسلسلات. يحتار فيما يشاهد. ولا بأس من الاستعانة بأصدقاء «الفيس بوك»: شو المسلسل اللي بسوى اشوفه. وتجده يقلب المحطات ويشاهد «من كل مسلسل مشهدا»، حتى يحين موعد الإفطار، فيدلق الطعام في «خلاّطة بطنه» ويتحول الى «كُتلة» بشرية ثقيلة الوزن غير قابلة للحركة. وحين تسأله زوجته عن شيء، يرد عليها بالإشارة. يتحوّل الى «تنْبَل».. و»رمضان كريم