راس الخــيش

كان أول ظهور لمصطلح «راس الخيش» عشية احتلال العصابات الصهيونية لأجزاء كبيرة من فلسطين عام 1948، حيث كانت تلك العصابات تحاصر القرى الفلسطينية المقاومة للاحتلال، وتجمع أهل القرية وتجبرهم على المرور من أمام كرسي يجلس فوقه شخص يغطي رأسه  بكيس من الخيش مع ثقوب للعينين فقط.
كان صاحب رأس الخيش كلما مر أمامه واحد من اهالي القرية يشير الى افراد العصابات الصهيونية بإشارة متعارف عليها بينهم، فيتم فرز الثوار والمتعاونين معهم من اهل القرية عن الناس الذين لا يتدخلون في هذه الأمور .
من المفترض طبعا، ان يكون راس الخيش هذا احد ابناء القرية او احد ابناء المنطقة العرب، من المتعاملين مع الاحتلال، وقد يكون يهوديا، لكن القصد من رأس الخيش هذا إرهاب الأهالي وإشعارهم بأنهم مراقبون في جميع حركاتهم وسكناتهم.
كانت اكبر شتيمة يوجهها عربي فلسطيني لآخر هي ان ينعته بـ»راس الخيش»، وهي أسوأ بكثير من المسبات التي قد  تطال الأخت والأم  والعشيرة و»البديدة». هذا هو الرد الشعبي العفوي على الجواسيس الذين يتعاونون مع المحتل.
راحت الأيام، ولم يعد الاحتلال بحاجة الى استعمال رأس الخيش، ولا  «ابو خمس وتكات» ولا «المخبر الصادق ، ولا ال» وزّاز»..... اذ اصبحت رؤوس الخيش هذه هي التي تحكم وترسم ، ولها وجودها وثقلها السياسي والاجتماعي ، ليس في فلسطين فحسب، بل في جميع انحاء العالم العربي .....صار رأس الخيش هو القاعدة، وليس الاستثناء.
وتلولحي يا دالية