الثانوية العامة وتأثيرها على الطلاب


تعد مرحلة الثانوية العامة ( التوجيهي )، من المراحل الدراسية المهمة في البيئة التعليمية، فبعد اجتيازها يستطيع الطالب الاختيار ما بين الالتحاق في الدراسة الجامعية، أو في العمل المهني، لذلك تعتبر هذه المرحلة مهمة؛ لأنها جسر العبور بين الطريق المدرسي، وما بعده من طرق يتخذها الطالب في حياته، ولكن للأسف يتم تحويل الثانوية العامة، إلى حالة من التأهب يجب أن يعيشها الطالب بتأثير من عائلته والأشخاص المحيطين به، ليكون تأثير مرحلة الثانوية العامة على الطلاب، مختلفاً على حسب تعايشهم معها، فما هو تأثير الثانوية العامة على الطلاب؟.
بدأت الدورة الصيفية من مرحلة الثانوية العامة في الأسبوع الماضي، وقام الطلاب بالتجهيز لها، ولكنها لا تخلو من الحديث عنها، سلبياً أو إيجابياً، وكانت بداية هذه الدورة واضحة مع الطلاب عند حدوث الموجة العارمة من الاعتراض على امتحان اللغة الإنجليزية المستوى الرابع، ويذكرنا ذلك بما حدث من اعتراضات على الأسئلة من قبل الطلاب في الدورات السابقة، ولو نظرنا إلى الموضوع برمته، نجد أن نسبة من الطلاب لم يعترضوا على ما جاء في الامتحان من أسئلة، وبرأيي هنا يكون تفسير ما حدث مع الطلاب، وهو ببساطة الاختلاف في مستويات تحصيلهم الدراسية، فنجد طلاباً مهيئين لطبيعة الأسئلة الواردة في الامتحان، وطلاب اعتمدوا على الملخصات والأسئلة المقترحة من قبل معلمي الدروس الخصوصية، والتي ليست بالضرورة، أن تكون توقعات هؤلاء المعلمين صحيحة، فهي مجرد اقتراحات، يكتبونها في الملخصات التي يعدونها للمواد، وينساق أغلب الطلاب إليها، لما تسببه لهم من راحة نفسية نتيجة للضغط الذي يمرون به بسبب هذه المرحلة الدراسية.
يتعلق مستوى سهولة أو صعوبة الأسئلة، بأسلوب وضعها، ويجب في العموم وضع أسئلة تراعي المستويات الدراسية المختلفة عند الطلاب، فلكل طالبٍ قدرة تختلف عن الآخر في فهم واستيعاب الدروس، سواء أكان طالب مرحلة أساسية، أو ثانوية، أو حتى جامعية، فمن أهم الأشياء في العملية التعليمية، الطريقة التي يتم إيصال المعلومات فيها للطلاب، فعندما يتم تدريسهم بكفاءة من قبل المعلمين، يمكنهم ذلك من القدرة على التركيز في الامتحان، والإجابة على الأسئلة بشكل صحيح ودقيق.
إن تأثير الثانوية العامة على الطلاب، يعتمد على تأثير البيئة المحيطة بهم، فعندما يتم تهيئتهم بشكل جيد لهذه المرحلة الدراسية، يمكنهم ذلك من اجتيازها، وتحقيق معدلات تسمح لهم بدخول التخصصات التي يريدونها في المرحلة الجامعية، ولكن للأسف توجد عائلات تحول هذه المرحلة إلى حالة من الخوف والرعب، تؤثر سلبياً على الكثير من الطلاب، مما يسبب أحياناً في ابتعادهم عن الدراسة، أو في قيامهم بسلوكيات خاطئة من أجل التنفيس عن أنفسهم.
وعند تقصير بعض معلمي المدارس وخصوصاً المرحلة الثانوية، في تدريس طلابهم، يؤدي ذلك إلى لجوء الطلاب إلى معملي الدروس الخصوصية، ومن الأمثلة حول هذا الموضوع: أخبرني طالب معلقاً على امتحان اللغة الانجليزية: ( الامتحان اجى صعب وما عرفت احل نصه، وأستاذي الخصوصي، حكالي احفظ إجابات من الدوسية، وما عرفت أكتبهم كلهم )، استغرب من هذا الأسلوب التدريسي الذي يعتمده معلمو الخصوصي، فلا يساعد الطالب في الإجابة على الأسئلة بدقة، فعندما يحفظ الطالب الإجابات دون فهم الأسئلة، معتمداً على أسلوب الأستاذ الخصوصي في ذلك، يؤدي هذا إلى شعور الطالب بصعوبة الامتحان، ويشكل صدمة عنده، في حال عدم إجابته على الأسئلة، كما ينبغي.
لا تختلف مرحلة الثانوية العامة عن المراحل الدراسية الأخرى، ومعرفة تأثيرها على الواقع التعليمي، يعد من أهم الأمور التي تساعد في تطويرها، وزيادة نجاحها، من خلال تفهم العائلات لهذه المرحلة، والقيام بتوجيههم لأبنائهم لتنظيم وقتهم، ودراسة موادهم قبل موعد الامتحانات بفترة كافية، حتى يتمكنوا من فهمها واستيعابها بشكل جيد، ويجب على المعلمين، عدم التقصير في تدريس المواد، والشعور بالمسؤولية، والحس المهني، الواقعيْن على عاتقهم؛ لأن تأثير مرحلة الثانوية العامة يجب أن يكون إيجابياً دائماً، لما من شأنه المساعدة في إيجاد جيل من الطلاب المتعلميّن، والواعيّن، والقادريّن على النهوض في مجتمعهم.
مجد مالك خضر
mjd.khdr@yahoo.com