خالد أبو الخير يكتب عن : "تروتسكي" داعش..!

أخبار البلد -  
بدم بارد .. اقتحموا خيمته في " القلمون" واطلقوا ثلاث رصاصات على رجله أمام زوجته، وطالبوه بتسليم نفسه لتنظيمهم "داعش" الارهابي، وتركوه ينزف ثلاثة أيام، مانعين العلاج عنه، وفي اليوم الثالث جاءوا كرة آخرى وأطلقوا رصاصة على قلبه، فأردوه قتيلاً.
المقتول " أبو الوليد المقدسي" أحد شرعيي التنظيم، لم تكن تهمته جاسوسيته أو عمالته وإنما أنه تجرأ وانتقد ما يقوم به التنظيم من اجرام على الغارب، وما اعتراه من انحراف عن قيم اسلامية كان يظن انها راسخة ، غداة ترك مستقبله الزاهر ليلتحق به.
من سويسرا الى الرقة

الشاب مجد عصام النجار ابن ال 23 سنة الذي اختفى وراء لقب " أبو الوليد المقدسي، وحيد والديه، عاش في سويسرا ، وحظي بتعليم راق وحاز المرتبة الثانية في الثانوية العامة (التوجيهي) على مستوى الجمهورية الفيدرالية بمعدل 98%؛ فمنحته السلطات منحة دراسية في أرقى جامعاتها لدراسة "علم المافيا"، وراتبًا شهريًا قدره 5 آلاف فرنك، وفق ما يقول اقاربه في تقرير نشرته صحيفة السبيل.
لكن الدعاية " الداعشية" اثرت على هذا الفتى الذي قيضت له كل اسباب التعليم والتقدم والنجاح في الحياة، ودفعته الى هجر كل ذلك والالتحاق بالتنظيم الارهابي.
يمكن القول ان النجار الذي حمل افكاراً مثالية اصطدم بواقع داعش على الارض، فلم يتقبل بروحه الشابة ومثاليته الممارسات اللاانسانية والانحلال والتوحش الذي صار عليه رفاق الامس في " داعش"، تماما مثلما حدث مع المفكر الروسي" تروتسكي" غداة توحش ستالين ، ومثله.. اعلن رفضه لجملة ممارسات التوحش وسرقة " الفكرة" لصالح المصالح الشخصية للقياديين.
النجار "اعتزل التنظيم بعد اكتشافه فسادًا إداريًا وماليًا فيه، واختراقًا أمنيًا له"، كما ذكر في تسجيل صوتي انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، معلناً رفضه "شيوع القتل بلا دليل قطعي".
ووفق ما قال، فانه حاول في البداية " مكافحة هذه المخالفات الشرعية بحكم موقعه كأمير شرعي يحكم في القضايا المرفوعة إليه، غير أن أمراء القلمون هددوه بالقتل غير مرة إذا أصر على نهجه".
و"لم يأبه للضغوط التي مارسها الأمراء عليه بقصد تصفية حساباتهم مع آخرين بريئين"، وهو الأمر الذي دفعهم إلى تلفيق تهم القتل والخيانة له؛ لرفضه الحكم بإعدام خصوم لهم لم يثبت عليهم شيء.وفق جريدة " السبيل" ايضاً.

النجار طالب امراء التنظيم بمناظرة بينهم، لكنهم رفضوا.. فمثلهم ممن يسيطرون على التنظيم ويستأثرون بالغنائم، لا يريدون احدا يهدد عرشهم الدموي ومصالحهم ولو بفكرة.
تروتسكي لاحقه ستالين حتى في المكسيك، واغتالته الاستخبارات الروسية هناك، ومثله اغتيل النجار داخل خيمته وأمام زوجته التي قتلت هي ايضا لاحقاً.
قد تكون في قصة النجار عظة للذين يحملون افكارا مثالية ويظنون ان التنظيم الارهابي " داعش" يمكن ان يتسع لها.. فالتنظيم ارهابي يقتل البشر والافكار ايضاً.