الأمير الوليد والمال العربي

في لغة الأرقام، فإنّ الأمير السعودي الوليد بن طلال دفع نصف مليار دولار مقابل خمسة بالمائة من إجمالي أسهم شركة «تويتر»، ويحتاج الأمر إلى متخصّص ليعرف قيمتها الآن، وليس هذا هو موضوعنا، لأنّنا نتحدّث، هنا، عن المال العربي وطرق استثماره.
الله يرزق من يشاء، وشاء سبحانه أن يرزق الأمير بالمليارات الكثيرة، ولأنّه ابن أبيه، الأمير طلال بن عبد العزيز، الذي ظلّ المُغرّد خارج السرب المبذّرفي المال، وكان وما زال نصيراً للاستقلالية في توجهاته السياسية، والاجتماعية، ومنها زواجه من ابنة لعائلة الصلح اللبنانية المعروفة، أمّ الوليد، وهي أميرة بيروتية وليست أميرة سعودية.
لأنّه ابن هذه المعادلة، نتوقّع منه ألا يكون مهتّماً بتعيين رئيس دائم لـ»تويتر» من عدمه، أكثر من اهتمامه بدعم مشاريع عربية الشكل والمضمون، إعلامية جديّة مستقلة، لا مجرد تمويل مؤسسات تعنى بالفنّ والطرب.
المال العربي أنتجته الأرض العربية، وينبغي أن يكون من حقّ بلاد العرب، وكلّما سمعنا عن شراء ناد أوروبي، أو المساهمة في مصانع أميركية، نستغرب، وننهي بتذكير الأمير السعودي أنّ بلدية نيويورك رفضت تبرعه عشرة ملايين دولار بعد أحداث البرجين، لأنّه مال سعودي عربي.