التوجيهيّ... والبداية التراجيدية!!!

تفهمنا مبررات معالي الوزير المجتهد في الدّورات السابقة أن المراكز الثقافية والكرّاسات الرّديفة والمعلم الخصوصيّ أسباب رئيسة في التشتت الذّهنيّ لطلبة الثانوية العامة، وبالتالي يفقدون التركيز ويتناسون الكتاب المدرسيّ و الذي من المفترض أنه المرجع الرئيس لواضعيّ أسئلة الثانوية العامة، ولكن من غير المبرر أن تصاغ أسئلة امتحان اللغة الانجليزية الأول بطريقة لولبية تختلف اختلافاً كلياً عن الّدورات السابقة.
في السابق وبّخ معالي الوزير المدارس التي لم ينجح منها أحد وحمّل المعلم المسؤولية المطلقة عن الفاجعة التي حلّت بمدارس الأطراف، ونفس معاليه أقرّ بوجود ضعف عام في الصفوف الأولية حتى أن الرقم المعلن تجاوز الآلاف وكالعادة صفقنا لهذه الجراءة الغير معتادة للوزراء الماكثين بالدّوار الرابع، ولكن متى يبقى المعلم هو المسئول الأول عن هذه الإرباكات التي أصابت الجسم التعليميّ؟ من الاختبار ألتحصيلي الذي اغرق بالظلام قبل أن يرى نور التقييم والمناكفات المتتابعة مع النقابة وأخيراً امتحان اللغة الانجليزية الذي لم ينل استحساناً من الطلبة والأهالي ليس لأنه لم يكن سهلاً مستساغاً لهؤلاء الطلبة لا بل خرج عن السياق المتبع في وضع الأسئلة ممّا يشكل صدمة للطلبة المتميزين الذين بذلوا جهدا عالياً؛ لكي ينالوا ما يصبون إليه من تخصصات ترتقي وتميزهم.
لسنا من دعاة البحث عن تبريرات للطلبة الذين لا يذاكرون بطرق مثلى، ولكن هناك أدوات قياس تقليدية تستطيع من خلالها أن تحكم على صعوبة الامتحان من خلال امتعاض الأهالي واندهاش معلميّ اللغة الانجليزية وخبراء التربية ونحيب الطلبة المتميزين من صعوبة الأسئلة إلا دليلاً واضحاً أن الامتحان قد وضع بطرق غير مألوفة وتفوق قدرات الطلبة المتميزين.
نحن مع قياس مستوى الطلبة والتدرّج في صعوبة الأسئلة لكيّ نميز الطالب المجتهد من الطالب الغير مبالي ولكن بطريقة يكون للكتاب المدرسيّ وأسئلة التفكير دور فيها، ولكن بطرية مألوفة وغير تعجيزية.