الضحك سبيل وحيد إلى الجنة

اخبار البلد:يارا بدر

ماذا لو فاضت اللعبيّة أو تسطّحت؟ مشاهد كثيرة بدت أقرب إلى عوالم «ديزني لاند» الطفوليّة، ومنها مشهد الجنة حيث مُجسّم كبير للآيس كريم، أو الملاكين الحارسين لباب الجنة، وهما شابان جميلان يبتسمان بطفوليّة فائضة طوال الوقت ويتحدّثان بنعومة، والأبرز هو «العفريت» النحيل عاري الصدر بقرنين صغيرين حمراوين. 
لُعبيّة العرض المشهديّة تتناسب- رغم سطحيتها في أماكن كثيرة- مع كامل تفاصيله الأخيرة، لتشكّل وحدة بُنيويّة، قد يتقبلها البعض ويخرج من الصالة مُستمتعاً بعرض كوميدي عن الحياة ما بعد الموت، أو لا يتقبلها ويخرج من الصالة ممُتعضاً من عرض يُقارب كلّ المقدسات الدينية إلى ذاك الحدّ.
في بلد الطائف، وفي العالم العربي الغارق في الدم نتيجة الخلافات والحساسيات الدينية التي تحكمه منذ أكثر من ألف عام، ربما تكون السخريّة إلى هذه الدرجة الطفوليّة أو السذاجة هي السبيل الوحيد إلى الخلاص، فكيف ننسى أن المسرح العربي ابتدأ في القرن التاسع عشر مع العروض التمثيليّة للسوري أبو خليل القباني 1833- 1903 واللبناني مارون النقاش 1817-1855، وكلاهما تلقى نقدّاً لاذعاً وهجوماً تحالف فيه التجار مع السلطات الحاكمة، ووصل الأمر في حالة القباني إلى إحراق مسرحه فهاجر إلى مصر، نتيجة الجرعة الكوميدية الساخرة في عروضه، خاصة عرض «هارون الرشيد». وهل يمكن تجاهل الرواية القائلة بأنّ «ارسطو» وضع مؤلفين هما «فن الشعر» الذي يتناول التراجيديا، وآخر يتناول الكوميديا حرّمته الكنيسة ومنعت تداوله طوال سنين، لأنّ الضحك هو أوّل وأفضل السُبل إلى كسر المُقدسات، بإسقاط الهالة المُرعبة عنها، والجرأة على تناولها كموضوع للعامّة. 
إلاّ أن السؤال يبقى قائماً برسم الجمهور: هل الغاية الخيّرة تكفي وحدها لتبرير فائض الكوميديا، حدّتها حيناً أو سذاجتها حيناً آخر؟