احتلال ليبيا أم تحريرها
في ليبيا التي تضم اكبر مخزون استراتيجي من النفط في إفريقيا والتي تملك في حدودها على البحر المتوسط مع أوروبا أكثر من 2000 كيلو تعيش أوضاعا مأساوية ... الغرب الاستعماري وكعادته في اقتناص الفرص قرر أن يتدخل بأساطيله وبوارجه وصواريخه وإعلامه في هذا البلد لكنه تعامى عما يحدث في البحرين أو في اليمن وفي مناطق أخرى شهدت أحداثا مشابهه في ذلك .
التحالف الغربي الذي حصل على قرار بخصوص حضر الطيران الليبي بحجة حماية المدنيين الليبيين من البطش والقمع يمارس ذات القمع وذات الإرهاب من خلال القنابل التي تنهال على المدنيين والعسكريين ليل نهار ولا نعلم لماذا هذه الغارات علما بان القرار لم يشترط ولم يطلب سوى منع الطيران من التحليق في الجو حماية للمدنيين الليبيين وكأننا نصدق دموع التماسيح وتباكي الغرب على شعب ليبيا وسكانها الطيبين فما اقترفوه هؤلاء العصابات في أفغانستان والعراق والصمت الجبان في فلسطين ولبنان يؤكد أن ما يجري في ليبيا هو احتلال وليس تحرير احتلال استعماري غربي صليبي لهذه الدولة التي تحاول أمريكيا أن تستبدل قيادتها ونظامها بأخر عميل على شاكلة كرزاي والجلبي حتى تحكم بتونس ومصر التي تعيش ثورة حقيقية بكل معنى الكلمة فالطيران الفرنسي والأمريكي يقصف المدارس والمؤسسات والآليات العسكرية ولا نعلم أن كانت المدرسة لها أجنحة تطير أو لها فوهات تقذف الحمم هنا وهناك فالجلادون ممن تورطوا في فضائح أبو غريب وغوانتناما والسجون السرية يدخلون هذه المرة بحجة حماية حقوق الإنسان وهم الذين مسخوا وقصفوا وقتلوا وذبحوا الإنسان وساوه مع الحيوان فكل زعيم أمريكي جاء الحكم لم يغادره إلا بعد أن تلطخت يداه بالحرب والدم والقتل في كل أصقاع العالم التي تعتبر شاهده وشهيدة على المسخرة المدمرة التي فتكت بهم ثم يطلبون منا أن نصدقهم بأنهم مع حماية المدنيين .... فالغرب يدعم الآن ثوار أخر زمن ثوار أمريكيا وثوار الفنادق البريطانية المدعومين باليورو والدولار بالاسحة والقنابل من اجل التمرد على النظام فأي حماية للمدنيين هذه التي يقتلون به الليبي لحماية ليبي أخر وأي حقوق إنسان هذه التي يمنعون به القذافي باستخدام الاسلحه على آخرين يرفعون الاسلحه بوجه الدولة ويمارسون كل أشكال الإرهاب والقتل والجرائم وفقا للشهود والمصادر التي تثبت أن ثوار ليبيا ما هم إلا عملاء مرتزقة وأقزام صغار ينفذون الأجندة الغربية والأمريكية بدعم وتواطأ من جامعة الدول " العبرية " التي باركت شلالات الدم وأيدت القصف والقتل لتصفية الحسابات مع النظام الليبي .
ما يجري في ليبيا لا علاقة له في التحرير أو الحماية ولا علاقة له بحقوق الإنسان وحماية الحريات والمدنيين فهو استعمار حقير واحتلال قذر بقوة القانون وبقوة البلطجة من اجل تغيير نظام سياسي لأخر عميل سيقدم الفاتورة وسيدفعها إلى أسياده الذين يحاربون به ويقاتلون به من اجل أن يكون وكيلا لهم في المستقبل ووكيلا لإعمالهم ومخططاتهم وإلا فان ما جرى في دول أخرى وتواطأ الغرب وعدم تدخله يؤكد أن المصلحة هي الأساس وان النفط أهم من الكرامة والحياة والشعار وكم أتمنى من الأخوة الليبيين أن يتنبهوا إلى المشروع الاستعماري والمخطط الانتهازي بالعودة إلى الشرعية والى النظام وان يتقدموا لحماية ليبيا وحماية وحدتها ولا أن يكونوا أداة بيد هؤلاء الجلادين القمعيين الذين جاءوا بهدف تقسيم ليبيا وإذلال الليبيين وتركيعهم بهدف نهب ثروتهم وحريتهم ... فالقذافي قد يكون قد تجاوز بعض من الثوابت لكن بالطبع ليس بديله عميل أمريكي أو مخنث فرنسي أو ساقط من ايطاليا فعودوا أيها الثوار من فنادق بريطانيا واتركوا الدولار وعودوا إلى ليبيا للمطالبة بحقوقكم بشكل سلمي لا بشكل مشبوه