الهامس للأحصنة..!

العنوان من رواية شهيرة تحولت إلى فيلم سينمائي، تتمحور حول النهوض بعد السقوط، وكيف يمكن أن يستعيد الإنسان الأمل ويمضي في هذه الحياة.
الفتاة وحيدة عائلتها تهوى الخيول وتشتري لها والدتها حصاناً لتستمتع بركوبه مع صديقتها التي تملك هي الأخرى حصانها الخاص..وأثناء ذهابهما في رحلة لمشاهدة الثلوج فوق إحدى القمم، يقع حادث مع شاحنة يؤدي إلى مقتل الصديقة وحصانها وفقدان أطراف الابنة وضياع حصانها.
جهود البحث تؤدي في النهاية الى العثور على الحصان مصاباً إصابة بليغة فيقترح الطبيب قتله رحمة به، إلا أن الأم ترفض..فهي ترى انه بعلاجه ستتمكن ابنتها من التأقلم على وضعها الجديد، بعد تركيب أطراف صناعية سفلية لها..فهما بالنهاية شريكان في هذه المأساة وينبغي على كليهما تجاوزها بنجاح.
تبحث الأم في المكتبة عن كتب تتكلم عن معالجة الخيول بعد تعرضها لصدمة عنيفة، إذ أصبح الحصان جامحا وعصبيا ولا يحتمله أحد بعد شفائه من جروحه، وتعثر على مقالة تتكلم عن الهنود الحمر وأن منهم من كان يمتلك مهارة مع الاحصنة فيروضها..وتحاول الام جاهدة أن تعثر على مثل هذه الشخصية لتجدها بالنهاية في ولاية أخرى، فتسافر وابنتها الى هذا الرجل الذي يلعب دوره الممثل القدير «روبرت ريدفورد».
شيئا فشيئا يتمكن ريدفورد « الهامس للأحصنة» من ترويض الحصان وإعادة ثقته الى نفسه ليرجع أليفا كما كان..ولا يقتصر الأمر عليه..بل تتمتع الابنة بصداقات طيبة مع سكان المزرعة وتتأثر بهمس «الهامس» وتتجاوز محنة الحادث وتتقبل أطرافها الجديدة.
استذكرت «الهامس للاحصنة» حين انتبهت كم منا، بحاجة اليه، أو إلى شخص مثله، يتجاوز مبضع الجراح و»تنظير» السياسي وجشع الاقتصادي، ليحاول أن يبعث فينا ما خربه هؤلاء؟.
كم نحن بحاجة لمن يهمس لنا.. عن الأمل، علنا نقف مجدداً على أرجلنا.