حواء والضلع الاعوج
حواء اسم ملأ السمع والبصر والفؤاد، اسم اشتق من متسع المعاني بعضها الحياة: وهي ضد الموت، والاحتواء: فحواء لآدم محتوية، والتحية: أي البقاء والسلام ، والتّحوّي: أي الانثناء والالتواء، وكل معنى اوسع من الآخر وغيرها الكثير الكثير.
غير انا نعلو على حواء بانها خلقت من ضلع آدم والضلع اعوج وما اعوجاج الضلع الا زيادة في الفضل لها لا عليها، فلولا اعوجاج الضلع في الصدر ما نبض القلب بالحياة فهي درع الحياة ولولا اعوجاج الضلع ما تنفس الصدر الصعداء فالضلع الاعوج قبة الحياة، وفي الاعوجاج رعاية للأحشاء فما الحياة بلا رعاية وحنو وعطف؟ ولولا الاعوجاج ما عرفت قيمة الاستقامة فالضد بالضد يعرف
هذا بعض من فضل اعوجاج حواء غير ان الضلع بعض الجسد فضله فضل الاصل على الفرع لذا نجدها من الاوفياء تتبع آدم وهو همها ودنيتها وادم من تراب وهمه في التراب (السعي والعمل) يسعى بكليته لبعضه يسعى لأجل زوجه وهي بعض منه ولولده وهم بضعة منه وما الفضل في ذلك يا آدم الا بقدر ما ترعى اهلك فان اعوجت حواء فالطف في التقويم ولا تفرط في القسوة وتذكر ان للاعوجاج فضلا عليك وهو طبع فيها فان قسوت فانت تقسو على نفسك، وان وبالغت في التقويم انكسر ضلعك عمود حياتك وواسط بيتك، واعلم ان الحياة في كل شيء من زوجين، واعلم انك لست هي وإن كانت الحياة لا تكون الا بكليكما
دكتور محمود الهواوشه