بالصور : الأخرس يوقع كتابه في المركز الثقافي الملكي
أخبار البلد _غدير حدادين
وقع الكاتب الساخر هشام الأخرس مساء الخميس كتابه الجديد (تراتيل الأرصفة) في حفل أقيم بالمركز الثفافي الملكي .
ويعتبر كتاب تراتيل الأرصفة المؤلَف الخامس الذي يوقعه الكاتب هشام الأخرس، إذ سبق وأن وقع كتب (جدارية سيدة العواصم،نزف قلب،على حين ميسرة، تجاعيد على وجه الوطن) .
الحفل ادارته الإعلامية هناء الأعرج وجرى برعاية تجمع ناشرون للعلوم والثقافة والأدب و تقاطع ضوئي للفكر والإبداع وأزبكية عمّان شهد حضوراً مميزا" من المثقفين والاعلاميين المتابعين للحركة الثقافية والادب الساخر. فيما عرض فيلم تسجيلي قصير عن كتاب (تراتيل الأرصفة) من انتاج تقاطع ضوئي للفكر والإبداع كما قدمت الشاعرة رنا بسيسو قراءتها للكتاب.
وفي كلمة له قال الكاتب الساخر أحمد حسن الزعبي " لست أدري ..هل استغل دقائقي المعدودة بالحديث عن هشام الكاتب...ام عن هشام الكتاب...فكلاهما قصة"
وأضاف "يختلف هشام عنا جميعاً بأنه مشى عكس الساعة الادبية ان صح التعبير...فمعظم الكتاب الساخرين الحاضرين على الساحة هم أبناء الورق...كتبوا وشهروا وعرفوا من الصحف اليومية والمؤلفات ثم انطلقوا الى متابعيهم على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الاخبارية...اما هشام فقد انطلق من مواقع التواصل والمواقع الاخبارية بعد ان كون مجموعة من المدمنين وليس المتابعين وانطلق الى الورق
و أضاف "لو لم يكن هشام بيننا لاحتجنا هشام...ولأحسسنا بأن أسنان التمساح نقصت واحدة وان الفريسة ستحيا من فراغ الناب...
في معركة الفقر والقهر والظلم..في معركتنا مع الفساد والفاسدين وبطانات الانظمة الممسوحة بزفر المصالح.... يتقاسم الساخرون الرصاص والاقلام فيما بينهم..كما يتقاسمون الماء والسجائر ...فطوبى لكل ساخر ثائر..." .
في حين قرأ الكاتب هشام الأخرس نصاً بعنوان "أنا الرجل الخرف" من مقدمة كتاب تراتيل الأرصفة قبل أن يوقع كتابه لجمهوره ومحبيه.
وفيما يلي النص الذي قرأه الأخرس نورده مقتطفات منه:
"أنا الرجل الخرف
أنا الرجل الخرِف؛ أتذكر ما يجب أن أنساه وأنسى الواجب تذكره؛ كنتُ حالمًا هائمًا شغوفًا بالتعرف على كل شيءٍ حولي؛ لا لشيءٍ مهم؛ فقط لأنساه أسرع.
أنا الرجل الخرِف؛ أصل إلى أقصى درجات السعادة كي أرثي الفرح وارتق ثوب الحزن وألبِسَه عن درايةٍ ومكر.
أنا الرجل الخرِف؛ التائه بين ملكية الذات وذاتي المملوكة؛ لا أملكها ولا تملكني؛ فقدت شهية التمّلك وخسرت حرب "الولدنة" و الطيش؛ وسكنت وحدتي راضيًا، هاربًا من الذات التي لا أعرف مالكها.
أنا الرجل الخرِف والدرب يطول؛ وكلما دنوت من الوصول يقول "السمسار" أن الرحلة ما ابتدأت؛ والدرب يطول.
أنا الرجل الخرِف؛ لا أقدس الوسائد حين تغزو الروح فكرة النوم؛ لا أهتم بالخشن والناعم ولا بالارتفاع ولا بالسكون ولا بالرائحة؛ وأحيانًا أتحسس من مواء قطة في الحارة المجاورة.
أنا الرجل الخرِف؛ أعشق الصمت لحد الثرثرة؛ وأتوحد مع الغياب داخل تظاهرة؛ ما أراه الآن هو الذاكرة.
أنا الرجل الخرِف؛ أخبئ الأسئلة البيضاء ليومي الأسود حين تجيء الأجوبة دون أن أطلبها؛ مقلٌّ في استعمال علامات التعجب؛ عاشق للفاصلة.
أنا الرجل الخرِف؛ قلبي مغموس في وحل الرحيل..!!
أنا الرجل الخرِف؛ أخجل من الأضواء وأطلب الثناء بالإيهام..!!
أنا الرجل الخرِف؛ ليس لي موعد؛ أدير أموري على "البركة"..!!
أنا الرجل الخرِف؛ أعيش الحياة كأنها الحلم؛ وما زلت أحلم. .وأحلم !
تغضبني فكرة أن أبدو كالشخصِ المثالي الذي وضع مقاسًا لكل تفاصيل حياته.
أكره فكرة الرزنامة، أكره الترتيب، لا أحب النظام، فوضوي، عبثي، أمتطي صهوة الوقت غير مهتم بما سيحدث غدًا، ولا أعطي الوقت الكثير لما حدث بالأمس.
ليس لي موعد للغداء؛ لا وقتا محددا للنوم؛ للقهوة؛ للسهر؛ لزيارة الطبيب؛ للمقهى؛ للعمل؛ لحب الأصدقاء؛ للخربشة على جدار الوهم؛ للصعلكة؛ للتمرد؛ لا وقت لترتيب الذات من عبثية الأنا.
أكره المال وأحبه
أكره الأقارب وأحبهم
أكره العادات والتقاليد وأحبها
أكره صديقي وأحبه
**
في كثير من الأحيان كنت أقف مع عقلي حين يفكر بكل ما يحدث حوله؛
ماذا يعني كل هذا؟
ماذا يعني أن تكون أبلها دقيق المواعيد؛ لا صوت لك، لا صمت، لا غياب، لا حضور، تتناول غداءك الساعة الثانية عصرًا كل يوم.
ماذا يعني أن تصل عملك كل يوم الساعة الثامنة إلا ربع؛ ماذا يعني أن تكون محترمًا طوال الوقت.
أكره فكرة الشاعر الذي لا يخطئ
أحب مرضى السكري حين يتناولون الحلوى
أحب الدهشة في أعين اللصوص
أحب الخُبث في تفاصيل وجوه القتلة
أكره تواضع المشاهير الموغل في التمثيل؛ ألا يكفيك نجاحك يا وغد؟!
**
لدي عقدة من ذاتي
لا أعرف ماذا أريد؛ ولا أعرف متى سأصل