كباب وعنوسة وإرهاب

1– قال صديق لصديق مسيحي: اعتقد يا صديقي أن "داعش" والنصرة وغيرهما من المنظمات الإرهابية تشكل خطرا على التعددية الدينية وعلى إخواننا المسيحيين العرب.

رد الصديق المسيحي قائلا: اعتقد يا صديقي آسفا وحزينا أن الإرهاب يشكل خطرا جسيما على الإسلام وعلى التسامح والتعددية بكل أنواعها وعلى المحبة وعلى الرحمة وعلى نمط العيش الذي توافقنا وتراضينا عليه. وأضاف: لقد تم اختطاف الإسلام الذي عاش المسيحيون العرب في ظلاله بكامل كرامتهم وبحرية ومحبة وسلام ومساواة 1400 عام. وأخشى إن نجح الإرهابيون، أن إخواننا المسلمين العرب لن يعيشوا في كرامة وأمن وحرية وديمقراطية كما كانوا يعيشون قبل 1400 عام.

2 – نرجو أن نقف وقفة نوعية جديدة أمام الكارثة الأخطر التي تواجه مجتمعنا كارثة البطالة التي تهددنا نظاما وكيانا. البطالة تزداد ولا تقل والوظائف الشحيحة يلتهمها السوريون والمصريون والبنغال والهنود والباكستانيون وأكثر من 50 جنسية يعمل أبناؤها في الأردن على حساب الأردنيين وتحت عنوان حقير كاذب مزور إجرامي هو "عدم توفر البديل المحلي".

على وزارة العمل أن تعود إلى مزاولة مهامها الأساسية والانصراف إلى مكافحة البطالة فعليا وتوفير فرص عمل للأردنيين وذلك بان تتوقف عن إدخال العمال المنافسين والتوقف عن جباية الرسوم من هؤلاء العمال فتلك مهمة الأمن العام على المعابر الحدودية والعمل على تسفير العمال الأجانب وتوفير البديل المحلي لكل المهن.

وليضرب أرباب العمل رؤوسهم في جدران فللهم أو فليشربوا ماء بركهم. فأول أولويات وزارة العمل هو تشغيل أبنائنا وليس الرضوخ والامتثال لضغوطات أرباب العمل وواجب الوزارة هو تشغيل أبنائنا لا جباية الرسوم من العمال الوافدين وواجب الوزارة هو حفظ حقوق العمال لا وضع نص يُجرّم الإضراب المطلبي احتجاجا على الانتهاكات والظلم.

تحديات غير مسبوقة تحتاج إلى حلول غير مسبوقة تتناسب مع خطورتها بالطبع سينجم عنها "زعبرة" وصراخ وضغوطات وتحذيرات كلها لن يكون أقسى من صراخ أبنائنا العاطلين من العمل ولن يكون ضررها – وهو حاصل- اكبر من مشكلة العنوسة المخيفة التي ترتفع وتائرها ومنسوبها في مجتمعنا بلا آفاق حل خاصة في المحافظات والمخيمات.

3- هل تعلم أين تذهب المخلفات وبقايا الشحوم واللحوم (الشخط) المنتجة عن تنظيف ما نشتريه من لحوم من الملاحم؟ فلتعلم أن تلك المخلفات والبقايا (الشخط) تذهب إلى أكثر من باب وصنف لكنها بالتأكيد تذهب إلى أجوافنا وأمعائنا. يذهب ذلك (الشخط) وتدخل تلك المخلفات والبقايا في صناعة وإنتاج الكبة التي نلتهمها مقلية محمصة في المطاعم. وتدخل تلك المخلفات في عمل العرايس والصفيحة التي نشتريها مشوية محمّرة من المطاعم ومحال المشاوي والأفران. كما تدخل تلك المخلفات في اطباق وصواني الكباب والكفتة التي نطلبها في المطاعم. وتصبح تلك البقايا والمخلفات و(الشخط) لحوما مفرومة، بعد أن تضاف إليها بعض اللحوم الأقدم في الملاحم- فتفرم خشنة وناعمة وتعرض في ثلاجات المولات والملاحم.

هل يتوقع احدٌ أن الغش في اللحوم غير ممكن وليس واردا؟ هل يتوقع احدٌ من السادة والسيدات أن الكبة والكباب والكفتة والصفيحة والعرايس واللحوم المفرومة تصنع مثلا من أجود لحوم الخراف والعجول والجديان؟

لا أدعو إلى حظر وتحريم تناول العرايس والصفيحة والكبة والكباب وصواني الكفتة فهي مأكولات لذيذة ومن صلب المطبخ العربي اليوم، فقط أدعو الى معرفة الذي يدخل في أفواهنا والتحقق من نظافته وتاريخ إنتاجه وحسن طهيه والمواد التي دخلت في ذلك الطهي. أدعو إلى عدم شراء هذه الأصناف جاهزة. فليس معجزا أن نطلب من اللحام توزين قطعة لحم وفرمها أمامنا لاستخدامها في المحاشي أو الكباب أو الكفتة. ولمن يحب العرايس والصفيحة أقول ان في وسعه شراء اللحمة وطحنها وحملها إلى الفران وصنع صفيحة وعرايس أمام عينيك.