التحالف يتلكأ في انقاذ ليبيا !!!
رغم ان تحرير ليبيا من القذافي وكتائبه ومرتزقته مسألة وقت في ضوء اصرار الثوار على احراز النصر مهما بلغت التضحيت .... الا ان التلكؤ الذي يبديه التحالف في حسم الموقف على الأرض حتى الآن من شأنه مضاعفة معاناة الليبيين ومواصلة شلالات الدم التي تسفح على الصحراء الليبية فتختلط بالرمال التي اقتلعت قوات الحلفاء والمحور خلال الحرب العالمية الثانية.
القصف الجوي الذي تشارك به الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ودول اخرى اخفق حتى الآن في حماية المدنيين وفي صد العدوان الذي تشنه قوات القذافي وكتائبه على الثوار على حد سواء ... ويعزى ذلك الى ضعف هذا القصف والخلافات التي تفجرت بين دول التحالف حول مستقبل ليبيا ومصير شعبها ونفطها ...
فباستثناء الدور الذي تقوم به فرنسا التي اعترفت منذ البداية بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا والذي اسفر عن حماية بنغازي ومناطق الجبل الاخضر من الوقوع فريسة بايدي القذافي ... وطرد الكتائب من اجدابيا والطريق الساحلي ... وقصف بعض ثكنات ومراكز قيادة القذافي في طرابلس ... فان ما قامت به الولايات المتحدة وبريطانيا لا يكاد يذكر على هذا الصعيد ... بل ان واشنطن نأت بنفسها عن المشاركة في عمليات فرض منطقة حظر طيران في ليبيا ... وعملت على ان يتولى حلف الناتو قيادة هذه العمليات بدلا من بريطانيا او فرنسا ..
الخلافات بين التحالف الغربي حول وضع حد لتسلط القذافي والحرب التي يشنها ضد شعبه ... طمعا في بترول ليبيا وثرواتها والمشاريع التي ستنفذها الشركات الكبرى لاعادة اعمار ما دمرته الحرب وتنفيذ مشاريع البنية التحتية سيما وان القذافي وعد الدول الكبرى التي تعارض القيام بعمل عسكري باطلاق يدها في مشاريع الاعمار ...
واشنطن رفضت منذ البداية المشاركة بعملية عسكرية بدعوى عدم تكرار خطأها الفادح في العراق وبريطانيا تعهدت بعدم ارسال قوات برية واقتصر تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي ١٩٧٣ على فرنسا التي بقيت وحدها في الميدان علما بأنها اول دولة في العالم تعترف بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي وحيد لليبيا ... وتعتبر اليوم محط آمال الليبيين والعرب في مواصلة القصف الجوي على قوات القذافي ودعم الثوار لتمكينهم من تحرير التراب الليبي وحماية المدنيين من المذابح التي تقترفها كتائب القذافي وقواته ...
المخاوف الآن تتمثل بان لا يسبب اقصاء فرنسا عن قيادة عمليات التحالف في ليبيا عن انهاء دور فرنسا وغل يدها ... ما يتيح للنظام الليبي فرصة الاجهاز على الثوار والقضاء على الثورة ...
الا ان المأمول في ان تواصل فرنسا قصفها لمواقع النظام وكتائبه وتسليح الثوار حتى يشتد عودهم ويتمكنوا من اقتحام مقر القذافي في باب العزيزية واحلال السلام والوئام بدلا من الحرب الأهلية التي لا تبقي ولا تذر !!!