كبوة أم خسارة أم هزيمة؟

تابع العرب الانتخابات التركية وكأنّها تجري في بلادهم، واستقبلوا نتائجها تبعاً لمواقفهم السياسية، فهناك من اعتبر خسارة رجب طيب أردوغان للأغلبية باعتباره كبوة، وهناك من اعتبره هزيمة تاريخية، وفي الوسط هناك من عبّر عن إعجابه بالديمقراطية التركية واعتبر النتائج طبيعية.
في مطلق الأحوال، فالنتيجة مفاجئة، وتضع حدوداً لطموحات رجل تركيا القويّ، الذي تصرّف خلال السنتين الماضيتين بثقة مُفرطة، واعتبر أنّ المستقبل في جيبه، كما كان خلال العقد الماضي، ويبدو أنّ إعلانه عن نيّته تغيير النظام البرلماني إلى رئاسي هو السبب، خصوصاً وهو يخوض انتخابات برلمانية.
من الصعب توقّع ما ستؤول إليه المفاوضات بين الأحزاب، فالمشترك بينها يبدو معدوماً، ولا تباعدها السياسات فحسب، بل الايديولوجيات، والمعتقدات بشأن الماضي والحاضر والمستقبل، وهذا ما يشي بالوصول إلى أزمة حكومية مستعصية.
وقد يكون الحلّ، بعد المهلة الدستورية التي يُعتقد أنّها لن توصل إلى تفاهم بين الأحزاب، هو الذهاب إلى انتخابات جديدة، وهذه أيضاً قد لا توصل إلى حسم، ويبدو أنّ على الرجل القوي الاعتراف بواقع جديد، وتقديم تنازلات سياسية تسمح بتفاهمات ولو مؤقتة.