الرئيس يترك الوزير وحده

لن يكون السبب الرئيس في ازمة النواب مع الحكومة هي بانسحاب وزير التعليم العالي الدكتور لبيب خضرا من اجتماعه مع لجنة التربية والتعليم في مجلس النواب.
الموضوع يتعدي ذلك الى ان مجموعة من النواب ترغب في كبح جماح الوزير الخضرا قبل ان يبدأ بطرح اصلاحاته لنظام واسس القبول في الجامعات.
هذه المجموعة ليست بالهينة فهي ائتلاف نيابي يقارب الاغلبية تمت عملية شحنهم من قبل بعض مفاصل المجلس المحافظة التي تهدد بالمكتسبات لحماية «حالة ابقاء الحال».
الغريب في المعادلة ان الوزير يغرد وحيدا ولا يسانده احد من النواب ولا من الحكومة، ناهيك عن انه لا يوضح لنا ماذا يريد وما لا يريد.
والاكثر غرابة هو صمت الدكتور عبدالله النسور رئيس الوزراء والمسؤول الاول عن لبيب الخضرا فلم نسمع له موقفا الى الان.
ونحن نطالبه –اي الرئيس– بموقف فإن كان مع الوزير فليشاركه معركة الدفاع عن مقاربته التغيرية لاسس القبول وان كان ضده فليطلب منه التراجع وانهاء المعركة.
هذا الذي اشرت له في الفقرة السابقة هو منطق الاشياء، اما ان يصمت الرئيس ويترك الوزير في مطحنة الاتهام تحت عنوان «بالون اختبار» فهذا امر لا تقبله حتى الاخلاق.
الوزير جاء بمنطق جزئي للاصلاح لم يمس الاستثناءات من قريب او بعيد ومع ذلك تقوم الدنيا ولا تقعد والسبب انهم يريدونها حربا استباقية لاي تغيير على اسس القبول ومن هنا نفهم ما يجري.