لماذا الوسام الملكي لكلية الإعلام؟

مكرمة جلالة الملك عبدالله الثاني بمنح وسام الاستقلال من الدرجة الأولى لكلية الإعلام في اليرموك هي تتويج لمسيرة بدأت عام 1980، حين تم افتتاح دائرة الصحافة والاعلام. تحولت الدائرة الى قسم لاحقا، ثم الى كلية على يد الرئيس محمد ابو قديس، وعمل الدكتور سلطان ابو عرابي لتطويرها فافتتح فرعا لبرنامج الماجستير في عمان ليستقبل الطلبة من العاصمة والجنوب وخارج المملكة من الكويت والسعودية (تم إغلاقه مؤخرا لسوء الحظ).
عملتُ محاضرا متفرغا بدائرة اللغة الانجليزية عام 1976 -عام الافتتاح-لمدة عام دراسي بطلب من أمين الجامعة وقتها الدكتور (دولة) عبد الرؤوف الروابدة، الذي أصر ان اعلم في الجامعة الناشئة قبل ابتعاثي لدراسة الإعلام في أمريكا في (جامعة واشنطون) بمدينة سياتل، بسبب حاجة الجامعة لمدرسين للغة الانجليزية. في سياتل، حيث تصنع طائرة البوينغ بالقرب منها، قضيت اربع سنوات هناك، عدت بعدها فالتحقت بالدائرة عام 1981، ودرّست فيها 28 عاما منذئذ، وسأتحدث عن أهم انجازات عاصرتها في مسيرتها تلك التي دفعت باتجاه اتخاذ القرار الملكي لتكريمها:
لا بد من الاعتراف بداية بالدور الفاعل لمؤسس الدائرة الدكتور مازن العرموطي الذي عمل على وضع المناهج بتخصصات ثلاثة هي: تخصص الصحافة المطبوعة وتخصص الاذاعة والتلفزيون وتخصص العلاقات العامة.
وما زالت هذه التخصصات منذئذ قائمة حتى الآن وقد عمل الدكتور مازن على تأسيس استوديو اذاعي وآخر تلفزي، وتأسيس جريدة (صحافة اليرموك)، لتكون مختبرات عملية للطلبة. واستقطب في سبيل ذلك عددا من الكفاءات، منها الدكتور نبيل حداد من اللغة العربية لإدارة الصحيفة وابتعثه لأمريكا لمدة عام، كما استقطب عددا من الأساتذة المصريين، منهم الدكتور المعروف مختارالتهامي، ومن بريطانيا والباكستان لتدريس الفلم الوثائقي، وكان في نيته تحويلها لكلية.
حين عملت رئيسا لقسم الصحافة في عام 1990 وبدعم من الدكتور علي محافظة الذي ابدى اهتماما واضحا بتطوير القسم واستضافة محاضرين كبار له من العالم، تم تطوير استوديو التلفزيون بأجهزة حصلت عليها من اليونسكو، وبالتعاون مع وزير الإعلام المرحوم محمود الشريف تم ربط استوديو التلفزيون في القسم مع التلفزيون الأردني لبث برامج مباشرة من اربد. وزار الملك الحسين قسم الصحافة عام 1993 وتجول في مختبراته.
لكن الخطوة الكبرى جاء بها الدكتور محمد ابو قديس عام 2009، فأقر تحويل القسم برؤية مستقبلية شجاعة الى كلية اعلام لتنافس، وهي الأعرق والأقدم، اقسام الصحافة الخاصة التي بدأت تظهر تباعا في الجامعات الخاصة مع قدوم ثورة المعلومات الرقمية. كانت النقلة خطوة كبيرة وضرورية، وتم بناء مبنى جديد للكلية وافتتح برنامج الماجستير في الإعلام، وتم افتتاح اذاعة جامعة اليرموك.
وأكمل المسيرة البنائية الدكتور سلطان ابو عرابي الذي اتخذ قرارا عمليا مهما بافتتاح فرع لبرنامج الماجستير في عمان لمنافسة الجامعات الخاصة التي بدأت تستقطب طلبة من الدول المجاورة. كانت رؤية معاصرة وعملية لم تستمر.
من اهم انجازات الكلية عبر مسيرتها، هناك الخريجون الذين عملوا في وسائل الإعلام الأردنية والعربية، واصبحوا قادة يحتلون الصف الأول في تحمل مسؤوليات الإعلام الأردني: (حاليا هناك: الأستاذ طارق المومني رئيس تحرير الرأي-اضافة الى موقعه نقيبا للصحفيين، والأستاذ اسامة الرنتيسي رئيس تحرير العرب اليوم، والاستاذ محمد التل رئيس تحرير الدستور)، والدكتور أمجد القاضي مدير هيئة المرئي والمسموع والمطبوعات والنشر، والدكتور باسم الطويسي عميد معهد الإعلام الأردني. والنائب السيدة ميسر السردية، والسيدة خلود العميان رئيس تحرير مجلة فوربس الشرق الأوسط والأستاذ كايد هاشم الأمين العام المساعد لمنتدى الفكر العربي، والسيدة كارولين فرج نائب مدير الـCNN، يضاف اليهم العشرات ممن يعملون في وسائل الإعلام المحلية والدول العربية وكليات ومؤسسات الإعلام.
والأهم، وفر بعض الأكاديميين العاملين في القسم أبحاثا نوعية نشرت باللغة الأنجليزية-اضافة للعربية- وضعت الإعلام العربي والأردني على خارطة الإعلام الدولي. بل ان عددا منهم اسهم في بناء كليات الإعلام العربية في منطقة الخليج العربي، وقررت مؤلفاتهم في بعض الجامعات.