اسامه الراميني يكتب : مدراء في الضمان الاجتماعي أم مدراء في شركة نصب

أخبار البلد - اطلعت مؤخرا على قائمة رسمية صادرة عن مؤسسة الضمان الاجتماعي وتحديدا وحدته الاستثمارية بخصوص الرواتب التي يتقاضاها مدراء وكبار الموظفين العاملين في هذه الوحدة التي أنشأت لغايات إدارة ملف استثمارات مؤسسة الضمان في البورصة وسوق عمان المالي والاستثمارات الأخرى في كافة المجالات ... الرواتب تجاوزت حدود المنطق والعقل فكانت خياليه وأرقامها فلكية وتتجاوز قيمتها قيمة رواتب الوزراء أنفسهم وحتى رئيس الوزراء فالمدير  الذي يتولى إدارة قسم مثل قسم الإداري أو المالي أو حتى شؤون الموظفين والموارد البشرية وغيرها من الأقسام العادية التي يمكن لأي موظف يمتلك الحد الأدنى من الخبرة أن يتولاها يحصل على 5 الآلاف  دينار أو اقل قليلا بدون الحوافز والامتيازات والمكافآت الأخرى ولا اعرف أنا وغيري لماذا كل هذه البعزقة بأموال الشعب ولا اعرف ما هي الإمكانيات والقدرات والمواصفات التي يتمتع بها هؤلاء المدراء فهل هم مثلا لديهم عقول لم تخلق بعد أم أن لديهم جينات تختلف عن جيناتنا ومواهب على شكل معجزات أم أن هؤلاء يمتلكون الذكاء الخارق والتفوق والإبداع وهل هؤلاء المدراء تمكنوا من اصطياد الدب وجر الذيب من ذيلوه أم هم اشرفوا على اختراع الذرة والأطباق الفضائية واخترعوا الكمبيوتر حتى يحصلوا على كل تلك الامتيازات ..

 

كلنا يعرف تمام المعرفة أن وحدة الاستثمار والتي سيتم فتح ملفها قريبا في مكافحة الفساد قد تورطت وورطت الضمان الاجتماعي وأموال الشعب بصفقات ماليه تكبدت بخسائر بمئات الملايين من الدنانير من خلال عمليات شراء وبيع وكمسرة وكمشن في كل القطاعات المالية والتجارية وفي العقارات وفي الأسهم والبورصة وشراء المباني والممتلكات الأخرى ولو يتم فتح ملف الخسائر بشفافية ومصداقية لما بقي مواطن أردني وحيد يرضى أن ينتسب لهذه المؤسسة .

 

كان المفروض من الحكومة وكل أجهزتها الرقابية أن تحاسب أصحاب الرواتب العليا والتي لم يحلم بها حتى مدراء المؤسسات في الخليج وفنزويلا وكندا ومحاسبتهم لا بل محاكمتهم على ما اقترفوه من جرائم مالية سودت سمعة الضمان وضيعت أموال الأردنيين جميعا لكن بوطني يحاسب الفقير والمسكين واليتيم ويكافأ الحيتان واللصوص والحرميه الذين  حققوا ثروات كبيرة من وراء أموال الشعب .