الاختبارات التحصيلية للصفين السادس والتاسع ..........أزمة إخلاق
لقد سعدنا كثيراً عندما أعلنت وزارة التربية والتعليم ممثلة بمعالي وزير التربية والتعليم ولجنة التربية والتعليم نيتها عن عقد الاختبارات التحصيلية للصفين السادس والتاسع الأمر الذي أحدث نقلة نوعية في عملية التعليم في الشهور الثلاثة الأخيرة من الفصل الدراسي الثاني، فهذا القرار جعل العديد من المدارس تركز جهودها على طلبة هذين الصفين من حيث شمول المادة التعليمية وتبسيطها للطالب وعقد الاختبارات التجريبية وإعداد وتنفيذ الخطط العلاجية، حتى أننا لاحظنا جميعاً أن المدارس الخاصة والتي تدرس منهاج اللغة الانجليزية المتقدم أخذت تتسارع لتأمين كتب منهاج اللغة الأنجليزية الحكومي لطلبتها وقامت بشرح المادة التعليمية كاملة غير منقوصة وأعدت أوراق عمل لضمان نتائج جيدة تفخر بها وكسب ثقة المجتمع المحلي والقائمين على التعليم الخاص في الوزارة والمديريات.
لكن وللأسف ما لبثت الفرحة أن تفارق قلوبنا والكدرّ والهمّ يعتري نفوسنا كيف لا؟! فبعد أن قامت المديرية بتوزيع اسئلة الاختبارات على المدارس بدأنا نسمع أن هناك تسريب للأسئلة وظل الخبر بين الإشاعة والحقيقة ولكن بعد الاطلاع على مواقع التواصل الاجتماعي وجدنا أن الإشاعة أصبحت حقيقة لا يمكن إنكارها وهي أن هناك أزمة اخلاقية واختلال في منظومة القيم لدى بعض العاملين في وزارة التربية والتعليم التي نجلها ونحترم دورها.
متناسياَ كل متسبب في هذه الأزمة اخطارها التي يصعب اصلاحها فهذه الأزمة ولدت الشعور لدى الطلبة المجتهدين والمتفوقين بغياب العدالة وعدم تكافؤ الفرص مما ينعكس سلباَ على منظومة القيم التي اكتسبوها خلال السنوات السابقة مما قد يغير سلوك بعض ليصبحوا أدوات هدم بعد أن كان من المفترض أن يكونوا أدوات بناء.
وهنا تظهر اهمية إعطاء أي قرار إصلاحي الوقت الكافي وأن يتم احتساب نسبة المخاطرة الناجمة عنه قبل اتخاذه لأن الخطأ في قرار المؤسسة التربوية وإن صغر قد يلحق أذى في جيل كامل لاسيما أن تعديل القيم والاتجاهات يأخذ وقتا وجهدا كبير كونه لا يظهر على السلوك بشكلٍ مباشر.
وحتى لا نظلم معالي وزير التربية الذي نحترم شجاعته وإصراره على الإصلاح أقول أن معاليه عندما نادى لعقد هذا الاختبار وكان من وراء قراره العديد من الرؤى والأهداف السامية التي ينوي تحقيقها ولكنه اصطدم بالعائق المادي والذي نصت عليه التشريعات التربوية مع أن هناك العديد من الأبحاث والدراسات ورسائل الماجستير والدكتوراة والتي أوصت بضرورة إعادة النظر في التشريعات التربوية التي تعيق التقدم وتعزز المساءلة الأمر الذي استوجب على الوزارة الرجوع عن قرارها بضرورة وجود مراقبين ومراكز تصحيح ومزيداً من إجراءات الضبط التي تمنع تسريب الأسئلة وتضمن تحقيق الأهداف المنشودة بكفاءة عالية.
وهنا أخاطب ابنائي الطلبة قائلاَ: علينا جميعاً أن نحارب الفساد وأن نحاسب اصحاب الضمائر الميتة وأن نكون جميعاً جنداً مخلصين لهذا الوطن الغالي من خلال تبليغ المعنيين عن أي خطأ أو فاسد حتى يتم تلافي الأخطاء وتصحيح المجتمع وبناء الوطن الذي نحب ونفخر.