الأنروا تقلص خدماتها وتدير عملها بطريقة الابتزاز!

إدارة الأنروا وصلت إلى درجة الافلاس، وتشعر أنها لم تعد محل ثقة المانحين، فبدأت تستعين بأساليب بدائية في تحصيل التبرعات واستدرار العطف، وتلوح بالورقة التي تستخدمها بطرق مختلفة على الدوام، فمرة تستخدمها لبيان دورها في المحافظة على الأمن والاستقرار في مناطق عملياتها، ومرة أخرى تحاول أن تنبه المانحين ومن يوجه قرارهم بأنها يمكن ان تتخلى عن هذا الدور إذا وضعت في مواجهة اللاجئين والموظفين بطريقة تشي بالمراهقة السياسية، وهو أسلوب يؤكد ان إدارة الأنروا وصلت الى طريق مسدود في قدرتها على التواصل مع المانحين، وأنهم يصمون آذانهم عن الاستماع الى أسطوانتها المشروخة في الحفاظ على الامن والاستقرار، وهي التي تعني من وجه آخر قدرتها على ضبط وتوجيه سلوك اللاجئين ومنعهم من ممارسة دورهم الوطني في التمسك بحقهم في ارضهم ووطنهم، ومن التعبير عن هذا الحق من خلال المؤسسات التي تديرها الأنروا، ولهذ كثرت في الآونة الاخيرة زيارات المسؤولين الكبار في الأنروا الى الميدان، ليتأكدوا من التزام هذه المؤسسات بما سموه معايير السلوك الوظيفي، وهي باختصار معايير الالتزام بشروط صهيونية لا اكثر ولا اقل، فما الذي يعنيه منع تعليق خارطة فلسطين التاريخية في مؤسسة تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين، سوى انها محاولة يائسة لمحو ذاكرة الاجيال ومحاولة لجعلهم يتخلون عن حقهم في العودة لارضهم وممتلكاتهم التي أقر بها العالم وحقوق الانسان، وهم يحاولون أن يرسلوا رسائلهم القمعية الى الاعداء بانهم لا يزالون أهلا لقيادة هذه المؤسسة التي تدور حول طريقتها في الادارة شبهات وشكوك تتعلق بتنفيذ أجندات لا وطنية.
يبدو أن العدو الصهيوني لم يعد يكتفي بحجم الرقابة على سلوك اللاجئين، ولا يقتنع بتقارير لجان التفتيش التي ترسل للتحقق من التزام الأنروا بمعاييرها للاستمرار في أداء عملها، فبدأ يخطط لانهاء دور الأنروا وإلغائها تماما حتى لا تبقى شاهدا على قضية النكبة واللجوء والمعاناة التي يواجهها اللاجئون بسبب اغتصاب أرضهم وتشريدهم منها، وللأسف نجد من الدول المانحة من يستجيب لهذه الرغبة الصهيونية العارمة، وللأسف ايضا اننا نجد إدارة الوكالة عربها واجانبها متساوقين مع هذه الرغبة الآثمة، في زيادة معاناة اللاجئين وحشرهم في الزاوية الضيقة وإلجائهم الى الفرار والهجرة والرحيل الى بلاد الله البعيدة ليتخلوا عن حقهم في العودة قسرا، وما خبر لاجئي سوريا عنا ببعيد، وما احتجاجهم المستمر على سلوك الأنروا الا مؤشر ودليل على صحة ما ذهبنا اليه.