الجنة، بلا ناس...

من الواضح أنّ هناك محاولة إعلامية حكومية يائسة لتصوير أمر الخلاف الإخواني/ الإخواني، على أنّه صراع على الممتلكات، وتمنيت لو أنّ الوسائل الرسمية بثّت كلمات المراقب العام المنتخب، وقوله: ما فائدة الأماكن بلا ناس؟ كما بثّت ما قاله الناطق بلسان الجمعية المختارة رسمياً بما معناه إنّ: الممتلكات التي أصبحت لنا تنتظرهم...
يقول المثل الدارج: «الجنّة بلا ناس ما بتنداس»، وهذا يعني أنّ جنان الخُلد بلا بشر مجرّد أماكن خاوية، وهذا بالتأكيد لم يأت بقول كريم، فلا هو قرآن ولا هو حديث شريف مؤكد، ولكنّه صحيح الشارع الذي يعرف أنّ الناس هم العنوان، وهم أصل الأشياء، وخصوصاً في العمل الدعوي والاجتماعي والسياسي.
طالبنا، ونطالب، الأفرقاء في الحركة الإسلامية بالعودة عن التأزيم، والوصول إلى حلول وسط بتنازلات متبادلة، وفي الوقت نفسه نطالب الحكومة بعدم صبّ الزيت على النار، لأنّ الأمر لا يحقّق مصلحة وطنية، بل لعلّه سينتهي بنا إلى عكس ذلك تماماً.