شاهدان بلقانيان على غارة الصهاينة على سفينة مرمرة ...



طائراتهم النفاثة قصفتنا فسقط منا الشهداء وعذبونا واعتقلونا ومنعونا من إسعاف المصابين .


حدث ذلك العدوان البربري في آخر أيام شهر أيار من عام 2010 .

ألبوسني المقدوني ياسمين الرجبي والألباني سعد رمضاني أعادا المشهد كاملاً لوسائل الإعلام البلقانية .

كنا موزعين على خمس سفن تشكل أسطول الحرية . ليس كلنا مسلمون . فقد كان من بيننا من مختلف الأديان . لكن جمعنا كله كان متعاطفاً مع شعب غزة الذي لا يزال يعاني الأمرّين .

كنت سعيداً جداً لمرافقتي الشيخ رائد صلاح .. كم أحبه .

قوارب الصهاينة الصغيرة شرعت تقترب منا بعد فشلهم في تنفيذ عملية إنزال . فاعترانا خوف شديد بدده القرآن الكريم وصلواتنا . واستطعنا منعهم وأحبطنا مسعاهم .

لكنه القصف فاجأنا بعد ذلك من طائراتهم التي حلقت فوقنا . فسقط مصور صحفي على الفور والطالب بكلية الطب فرقان دوغان الذي كان يصور بكاميرا فيديو خاصة به والذي أصابوه أولاً ثم قتلوه فور نزولهم . فيما أصيب عشرات آخرون .

إستخدم الصهاينة قنابل دخانية لحجب الرؤية والقنابل الصادمة وقاموا بتكسير الكاميرات ورمي أثاثنا وحقائبنا وأجهزتنا الخلوية وكل ما نملك تقريباً في مياه البحر .

في هذه الأثناء استطعنا مصادرة أسلحة ثلاثة منهم ورميناها في البحر رداً على وحشية هجومهم .

قلت ليهودي أثيوبي كان يقيدني : لم هذه الأفعال المشينة . فشد وثاقي أكثر فأكثر .

في السجن زارنا الملحق المقدوني بسفارة بلدنا مقدونيا في تل أبيب أليكسندر مالوفسكي ونصحنا بالتوقيع على الموافقة والتوقيع على وثيقة الطرد ففي الشرق الأوسط القاضي يتهمك ونفسه يحكمك . لكننا رفضنا .



لن أغفر للصهاينة ما اقترفوه بحقي من تعذيب وتقييد واحتجاز ومنعي من علاج المصابين وإسعافهم لإنقاذ حياتهم .

نعم : لن أغفر لهم منعي من إدخال الفرحة والإبتسامة في قلوب وعلى شفاه أطفال غزة .

وقال سعد رمضاني إنه تعرض للضرب مع الأمريكي كين وفتى جزائري إغاثي بسبب رفضهم التوقيع على الوثيقة .

في إحدى اللحظات قام جندي صهيوني بضرب طفل في السنة الأولى من عمره وهو توركير كان ابن قبطان السفينة أكرم سيتين .

سعد رمضاني أشار إلى الزخم الشعبي الذي كان في انتظارهم لحظة عودتهم لبلادهم . ذلك الزخم الذي يؤكد تعاطف شعوبهم مع أهل غزة وكرههم للهمجية الصهيونية .