مقال مفهوم انتاج الامن 2 قراءات في الامن الوطني
قال جل جلالة ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْف﴾ منذ القدم وكلمة الامن في الشرائع والاديان السماوية، وحديثاً أصبح تردد مفهوم الامن ينتشر كثيراً وأصبح على سلم أولويات الدول والحكومات كما أصبح يحظى باهتمام بارز في الحياة اليومية والمجتمعات. حيث أصبح له فروع وتقسيمات وأنواع وتوجهات وأبعاد ومستويات وركائز، كالأمن النفسي (ارتباط وثيق بالشعور والإحساس)، والأمن الغذائي (توافر الغذاء) الأمن الاجتماعي (توفر الطمأنينة والرفاهية والتغلب على المرض والجهل والاعتداء على النفس) الأمن الثقافي والفكري (عدم وجود أي عوامل خارجية وغزو فكري)، الأمن الاقتصادي (ثبات وازدياد في الدخل واستقرار مادي)، الأمن المائي (توفر المياه) ....وغيره ليشكل منظومة شاملة تعمل على تحقيق التطور والتقدم والازدهار، من خلال قدرة الدولة وألياتها في معالجة القضايا والمشاكل المتطورة في سبل معالجة الازمات كما ارتبط الامن الوطني بمفهوم ادارة الازمات في جميع انحاء العالم.
فالأمن يشكل القاعدة الاساسية لبناء الدولة والمكونة من جزيئات مترادفة ( جوع، شبع، ري، عطش، فقر، غنى، خوف، ضعف) فان توفرت تحقق وان أختلت أحدى الجزئيات فقد اختل المفهوم، فمنذ نشأته اهتم بالفرد من حيث (المأكل ،المشرب ،المأوى والحماية من الاعداء، كما امتد من الفرد – الاسرة- الجماعة- العشيرة- الدولة- مجموعة دول ، ومع تطور العالم والتغييرات السريعة توسع من مفهوم تقليدي أو عسكري يهتم بحماية الارض والحدود والشعب الى مفهوم مرن – مرن بحيث أصبح يهتم بالكون أجمع وأصبح مرن ومتطور بحسب الحالة والزمان والمكان والظرف داخلياً وخارجياً وبأمن الدول كالأمن الوطني الى أمن قومي الى أمن عالمي.
أما توجهات الامن: فإنها تنحصر في الأمن بعد الخوف وهو للزمان والمكان وللأشخاص وهذا التعريف يعتبر الأمن عبارة عن مجموعة مشاعر وأحاسيس لدى الافراد في زمان ومكان ما يراعي مصالحهم والذي يحقق التحرر من الخوف التي ترتبط بالسلوك للإنسان Human behavior وليس بالبيئة Environment الناتجة عن رد فعل لحالة الاشباع بإبعاد الهواجس والخوف والانتقال الى مشاعر الأمن والطمأنينة وهي حالة من الادراك العقلي، وتوجه أخر اعتبار الأمن كحالة أو وصف حالة كاستقرار دولة وشعبها وأفرادها من الداخل والخارج لتكون دولة أمنة بعدم تهديد وجودها وشعبها وسيادتها، وهو قدرة الدولة على حماية سيادتها وأمنها واستقرارها ، وفي حال تعرضها لأي نوع من التهديد فقد يختل الأمن. أما التوجه الثالث: اعتبار الأمن وسيلة لتحقيق الامن من خلال الأسئلة المطروحة: كيف نحقق الأمن؟ ما هي الاجراءات أو السياسات لتحقيق الأمن؟ ما هي الاهداف المطلوبة للمحافظة على الدولة حالياً ومستقبلاً؟ وهذا التوجه قائم على العلم والخبرة معاً مع توفر الامكانات المادية والمعنوية وان المقصد من هذا التعريف: ارتباط السبب بالنتيجة. وعليه يصبح الامن: هو القرار الوطني الذي يتخذ للحفاظ على سيادة الدولة ومؤسساتها وشعبها.
فالأمن الوطني يمثل الحالة الأمنية داخل الوطن والذي يتطلب وجود نظام وحكومة وشعب يعرف كلاً منهما حقوقه وواجباته كما يهتم بتحقيق جوهر السياسة الداخلية والذي يعتبر ركيزة الأمن القومي الذي يشكل المظلة الرئيسية للأمن الوطني الشامل للدولة بشقية الداخلي والخارجي القائم على حماية الدولة من كافة الأخطار والذي يتيح للدولة استخدام أية قوة سياسية، دبلوماسية، اقتصادية أو عسكرية للحفاظ على بقائها وحمايتها من أي تهديد داخلي أو حتى ضرب مصالح لها خارجية كالسفارات، وهو الذي يمثل جوهر السياسة العليا للدولة وما يطلق عليه المخطط الاستراتيجي العام والشامل للدولة.
د. رعـد فـواز الـزبـن
Raad.z@hotmail.com