الأردن لا يُدار بردات الفعل .... الأمير علي والرجوب مثالاً..!!!

ساءني جداً الجدل الذي دار على مواقع التواصل الإجتماعي والمواقع الإخبارية بعد نتائج انتخابات الفيفا ، فهي انتخابات مثلها مثل أي انتخابات كانت ، بلدية او نيابية او اي انتخابات اخرى ،تستخدم فيها كل الأسلحة المعنوية للنجاح ولرسوب الأخر ، وهي بحاجة الى فن وإدارة وخبرة وعدم ثقة بأي طرف .
ما جرى بانتخابات الفيفا بكل بساطة لعبة مصالح ومكاسب ليس إلا ، فجبريل الرجوب مدير جهاز الأمن الوقائي سابقاً في السلطة الوطنية الفلسطينية والمكروه من معظم الشعب الفلسطيني هو فعلا يمثل السلطة الفلسطينية بهذه الإنتخابات ولكن كما يعلم الجميع، في السلطة الفلسطينية كلاً يلعب ويتصرف على هواه .
إذاً لماذا نُسيء ونشتم الشعب الفلسطيني كله وهو ليس له علاقة بالموضوع ، الرجوب شخصاً يمثل نفسه ومصالحه وخلفيته أمنية واستخبارية وليس له علاقة بكرة القدم لا من بعيد ولا من قريب .
واسمحوا لي أن اتحدث بموضوع أخر، وقد أُثير على مواقع التواصل الإجتماعي أيضاً وهو شعار( أنا أردني وليس عربي ) ، منذ متى ونحن ننتمي الى شيء اسمه عرب فزمن العروبة ولى الى غير رجعة واليوم هي لعبة دول اسمها المصالح والمنافع ، وتكتلات دولية تتجمع لمصلحة ما ضد دولة ما في قضية ما وهي تكتلات هشة مثل تكتلات مجلس النواب الأردني ما تلبث أن تنتهي بإنتهاء المصلحة .
ما شاهدته خلال الأيام الماضية من ردات فعل من الناس على موضوع انتخابات الفيفا أثار إستيائي جداً ، ولكني احترمت الدولة الأردنية وحكومتها لأنها لم تصرح ولم تتحدث بالموضوع فهذه هي الدولة التي تحترم نفسها ولا تُدار بردات الفعل ، بل تُدار بعقلية واعية مدركة للماضي والحاضر والمستقبل .
وأقول عندما طرح الأمير علي نفسه للانتخابات طرح نفسه كشخص يملك رؤية إصلاحية ولكن بالمقابل هناك دول واشخاص لا ترغب بالإصلاح فهي مستفيدة من الوضع الحالي لذلك صوتت ضد الأمير ، ليس كرهاً بالأمير بل لعدم الرغبة بالإصلاح الذي يتبناه .
فلماذا نلوم الدول التي صوتت ضده إن كانت عربية أو أجنبية فهي لم تصوت ضد الأردن ولكنها صوتت لمصالحها الشخصية التي وجدتها مع المنافس الأخر .
دعونا نقلب الصفحة فالأمير سيبقى أمير والأردن سيبقى الأردن كبيراً لا يتأثر بالصغائر ، ولكن علينا ان نتذكر بأننا في الأردن بحثنا ونبحث وسنبحث دائماً عن مصالحنا فلماذا نحلل لنا ما نحرمه على غيرنا .