الذبح خارج المسالخ

للحفاظ على صحة المواطنين وكي لا تنتقل لهم بعض الأمراض التي تصيب الخراف والماعز والعجول والدجاج فقد قامت أمانة عمان الكبرى وبلديات المملكة ومنذ سنوات طويلة بإنشاء المسالخ كي يتم الذبح فيها تحت إشراف طبي إذ ان أي ذبيحة يشك الطبيب البيطري الموجود في المسلخ بأنها مصابة بأي مرض يأمر بإتلافها حتى لا تباع في الأسواق ويأكلها المواطنون.
الرقابة الصحية في المسالخ لا غبار عليها لكن يبدو أن الرقابة خارج المسالخ غير موجودة لأن هناك عشرات القصابين الذين توجد محلاتهم خارج العاصمة عمان وعلى أطرافها يقومون بالذبح في محلاتهم ويبيعون المواطنين لحوم هذه الذبائح من دون أي رقابة صحية من أي جهة كانت وإذا أردنا أمثلة على ذلك فهي كثيرة وموجودة بشكل يومي.
فعندما تذهب إلى احد القصابين في بعض المناطق خارج عمان لا تجد أختام المسلخ على الذبائح الموجودة هناك وإذا لم تعجبك الذبيحة المعلقة فإن القصاب يقول لك: إذا أردت فسأذبح لك خروفا جديدا الآن وخلال دقائق معدودات.
الأغنام بجميع أنواعها قد تصاب أحيانا بأمراض معدية تنتقل للإنسان الذي يتناول لحومها بسهولة حتى لو كانت هذه اللحوم مطبوخة مثل: الحمى المالطية والأبقار التي قد تصاب بمرض السل البقري وهو مرض معدٍ يمكن أن ينتقل للناس الذين يأكلون لحومها وهذا ينطبق أيضا على الدجاج الذي قد يصاب بمرض إنفلونزا الطيور وهو أيضا مرض يمكن أن ينتقل إلى الإنسان.
من منطلق الحفاظ على صحة الإنسان فقد منعت السلطات الصحية الذبح خارج المسالخ تحت طائلة المسؤولية لكن مع الأسف الشديد فإن هناك نوعا من التراخي في تطبيق هذه التعليمات فالدجاج الحي يباع في بضع مناطق حول العاصمة عمان بل وداخل العاصمة أيضا وينظف بواسطة النتافات ويوضع في ماء مغلي قذر جدا تحت سمع وبصر كل مسؤولي الصحة والخراف تذبح خارج المسالخ ولا توجد رقابة على القصابين الذين يقومون بذبحها ولا ندري مَن الجهة الصحية المسؤولة عن الرقابة على محلات القصابين وبائعي الدجاج هل هي وزارة الصحة أو أمانة عمان الكبرى أو دائرة الغذاء والدواء؟ لكن المهم أن هناك تقصيرا من الجهات الصحية في الرقابة على اللحوم والدجاج وهذا التقصير قد يكون له ثمن باهظ إذا لا سمح الله اكتشف أحد الأمراض في الخراف أو الدجاج عندها ستضطر وزارة الصحة إلى استيراد المطاعيم ودفع مبالغ كبيرة ثمنا لهذه المطاعيم.
الفوضى المنتشرة في سوق اللحوم في بلدنا يجب أن يوضع لها حد فاللحوم المستوردة لا يستطيع المواطن تمييزها فهذه لحوم بلدية وتلك لحوم مستوردة ولكل نوع من هذه الأنواع سعر خاص به وهذا السعر نجده بثلاثة دنانير ونصف الدينار على سبيل المثال اليوم للكيلو غرام الواحد لكنه يقفز بعد يومين إلى سبعة دنانير.
فوضى سوق اللحوم هذه يجب أن يوضع لها حد لأن الخاسر الوحيد هو المواطن والذبح خارج المسالخ يجب أن يوقف أيضا حتى لا ندفع ثمن ذلك في أحد الأيام.