السفيرة الأمريكية وحقوق الشواذ مليون تبا

 
أخبار البلد-  محمود الرجبي

مع احترامي للأخت "أليس جي ويلز″ السفيرة الأمريكية في عمان، والتي حضرت اجتماعاً لدعم الشواذ جنسياً. أقدر فيك وفي حكومة الولايات المتحدة الأمريكية الحرص على الناس، وحقوقهم، بل وعلى الحيوانات أيضاً، فلا أنسى هنا التباكي الأمريكي الذي حصل قبل سنوات على كلب عالق في مدينة الفلوجة العراقية التي مسحت من الوجود هي وأطفالها ونسائها على أيدي المخلصين الامريكيين، وبقي هناك كلب محشور في أحد البيوت سارع الجنود الأمريكيون – جنود الحرية والديمقراطية من أجل تحريره- وضجت وسائل الإعلام الأمريكية بالتعليقات المتاثرة جداً بما حصل، بينما لم يتم التأثر أو حتى التعليق على منظر عجوز جريح قتله جنودكم داخل مسجد فر إليه – ظناً منه أن صانعة الحرية العالمية تحترم أماكن العبادة، وحقوق الجرحى في الأمان-. تباً.

فقط أريد أن أقول للأخت أليس.. هل تسمعين عن الجدار العازل الذي أقامته أكبر سلطة عنصرية في التاريخ تنفق على نفسها من أموال دافعي الضرائب الامريكيين؟ هذا الجدار الذي يمنع حق البشر من الحركة، هل تعلمين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تقوم باعاقة تحرك أكثر من مليون طفل فلسطيني نحو مدارسهم؟ وأنها تقوم باعتقال آلاف الأطفال، وتعذيبهم؟ هل تعرفين أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي، والجيش المصري الباسل يحاصرون غزة، ويمنعون عن أطفالها الحليب، وأبسط مقومات الحياة، في عملية حصار لم يعرف لها التاريخ مثيلاً في البشاعة والقذارة؟

قد يكون في الأردن عشرات الشاذين – أو ربما مئات- يعانون من هضم حقوقهم – حسب رأيك- وجميل أن تدافعي عنهم أنت وأمريكا. وكذلك عن حقوق الكلاب، والحمير، وحتى الصراصير -نحن لا نعترض-، ولكن ماذا بخصوص معاناة ملايين البشر حول العالم ابتداء من فلسطين، ومروراً بسوريا، ومصر، واليمن، وبنجلادش، وكل الأرض. هل يكفي إظهار القلق، ودعوة الذين يتعرضون للقتل والترويع إلى ضبط النفس، ومساواتهم بالجلادين؟

اسمحي لي أن أقول لك بقرف: الغرب – في معظمه- منافق. شخصياً أحب قيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ولكن أحبها أكثر حينما يتم التعامل بها بعيداً عن المصالح، وبالمساواة بين جميع البشر.

تباً لحضارة تبكي على كلب عالق، ولا تبكي على شعب سجين.