لأجل مستقبل الوطن
تسعة وستون شمعة معطاءة أضاءت سماء الوطن والعالم لتزهو بها إنجازات عديدة وبيارق من الخير متعددة ومجيدة ، تسعة وستون إضاءة يكمل بها الأردن مسيرته المشرفة بقيادتنا الهاشمية بهمة وعزيمة ليواجه مختلف التحديات بكفاءة واقتدار .
فبالتزامن مع احتفالاتنا بعيد استقلال مملكتنا الحبيبة التي نتوجها بكأس الوقار والعزة ، والمنعة والقوة ، بهمة المخلصين الشرفاء والجنود الأبطال الأوفياء الذين مهما ضاقت بهم السبل سيكونوا في مقدمة المدافعين عن قيم الإباء والشموخ التي نمضي بها نحو مستقبل مشرق بإذن الله ، واثقين أن هذا الوطن سيتقدم ويعلو رغم أنف الحاقدين والفاسدين ؛ لأن أبناؤه يعشقون ثراه ، وسيبقون في مقدمة المدافعين عن صموده وحماه ، وهؤلاء هم كل مواطن فينا يسعى لتقدم مجتمعه ويغار على أمته .
فإذا نظرنا حولنا وجدنا إقليما ملتهبا بالحروب ، متزايدا بتقسيم الحدود الضيقة إلى أجزاء أخرى أكثر تفتيتا وكلنا أسف على ذلك ، إلا أننا نجد الواقع يقول أننا بنعمة من رب العالمين يحسدنا عليها الكثيرين ممن يفتقدون المقدرة على الخروج الآمن بالطرقات ، وهذا يحملنا مسؤولية أكبر بضرورة أن نحافظ على وطننا أكثر ، وأن نكون بالمرصاد لكل من تسوغ له نفسه بأن يعبث بأمن ومقدرات هذا الثرى الطيب ، وأن نواصل المسيرة صفا واحدا بمختلف توجهاتنا من أجل الاعمار والبناء .
يجب أن لا ننكر المكانة التي نحظى بها بين دول العالم ، وألا نتناسى بأي حال من الأحوال الإنجازات العديدة المشرفة في الكثير من القطاعات على مستوى الوطن العربي والعالم ، وألا نكون دائما من المحبطين أو اليائسين ، وأن نستمر في طرح ملاحظاتنا المقرونة بالحلول لتعظيم الإنجاز وتصحيح الأخطاء أينما وجدت ، فالوطن يبنى بهمم أبنائه وبجهود العقول المبدعة والراغبة بالتطوير من شبابه ، وبتعاون الكبار مع الصغار من أجل أن نبني مستقبلا يقودنا دائما إلى العز والفخار .
الأردن اليوم يتحمل مسؤوليات كثيرة تجاه الأمة والعالم فعلى سبيل المثال فإنه يتحمل أعباء اللجوء وآثارها على المجتمع ، ولذلك يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته بشكل أكبر ليساند المملكة في مواصلة جهودها الإنسانية التي لن تتخلى عنها في يوم من الأيام .
وفي ذات الوقت فإن لمجتمعنا حدودا لا يجب أن يتجاوزها أو يتعداها أحد ، فنحن لا نسمح لأحد أن يؤثر سلبا على محيطنا ويقودنا بالتالي إلى إخلال منظومتنا القيمية والمجتمعية التي يحميها أفراد المجتمع بمختلف توجهاتهم بكل طاقاتهم ليكون مجتمعنا آمنا وسالماً.
وإذا نظرنا إلى الشباب ومبادراتهم ، نجد عشق الوطن يتجسد في إبداعاتهم ، فالشباب الأردني متشوق للبذل والعطاء ، والإسهام الفاعل في الرفعة والبناء ، فالشباب هم الوقود الذي يضيء طريق الظلام بأفكارهم النيرة ، فاستثمار العقول مصدر قوتنا ، وتفعيل الطاقات طريق نحو المضي في تقدمنا ، ولقد استشعرنا بكل الفخر والاعتزاز ما جاء في مقال سمو الأمير الشاب الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد الأمين ، بعيد الاستقلال وما أولاه من اهتمام للشباب بضرورة تفعيل هذه الطاقات واستثمارها بشكل فعلي في بناء الأردن " الدولة والوطن والرسالة " .
وهنا أيضا لا بد من الإشارة إلى أننا ننتظر بشوق عقد انتخابات الفيفا والتي نتمنى أن يصل سمو الأمير المحبوب علي بن الحسين إلى رئاستها متمنين لسموه التوفيق في مساعيه وجهوده التي يبذلها .
في نهاية القول لا يسعنا إلا أن ندعو الله بأن يحفظ وطننا آمنا مستقرا بظل قيادتنا الهاشمية الحكيمة ، وأن يأتي عيد الاستقلال القادم ونحن ننعم بمزيد من الخير والتطور والأمان ، وأن تكون سنة خير على الأمة وشبابها ومستقبلها بعيدا عن التشريد والقتل والحروب والدمار.
تسعة وستون شمعة أضاءت قلوب الأردنيين بالخير والمحبة واستمرار العطاء والسعي الجاد لنحافظ معا على العزة والأمان .
بعزيمتنا نبني وطننا ، وبعلمنا وعملنا وسعينا نحو مستقبل مشرق نسطّر إنجازا مجيدا ونشيد بالعطاء مجداً مخلداً.
*سفير شباب الفكر العربي في الأردن