المصداقيه المفقوده في تقارير مراسلي الفضائيات

                 

اعتدنا ان نتهم الاعلام الرسمي بكافة اشكاله بأنه اعلام موجه ينحاز الى وجهة نظر واحده وهي الحكومه يفتقد الى المصداقيه الاعلاميه وينفذ سياسات واجندات حكوميه لتحقيق اغراض واهداف  محدده وضعها صانعوا القرار حتى ان البعض  اعزف عن متابعة الاعلام الرسمي لقناعته الراسخه  بأنه اعلام موجه وغير منصف ومحايد.

ولكن بعد ظهور المحطات الفضائيه الخاصه تفائل الجميع خيرا بأن عهد الاعلام الموجه والمنحاز لجهه دون الاخرى والذي ينفذ السياسات الحكوميه قد ولى الى غير رجعه كونها محطات خاصه لا تتبع الى اي جهه حكوميه بل الى افراد او شركات اعلاميه هدفها نقل الحقائق كما هي دون تحيز او تمييز وهي تعبر عن وجهة نظر جميع اطياف المجتمع سواء معارضه ام موالاه ويفترض ان لديها ما يسمى بالمصداقيه الاعلاميه ان تنقل الايجابي والسلبي وان لا تركز على الاخطاء فقط وتضخمها وان تنقل الواقع كما هو دون زيادة او نقصان وان لا يكون التقرير عبارة عن مسرحيه هزليه وكأن الجمهور المشاهد لا يعي ما يدور حوله او انه لا يميز بين ما هو واقعي ومنطقي وبين ما هو مزيف،  ولكن بعد مرور الايام ومن خلال خبرة الجمهور الطويله مع هذه المحطات الفضائيه الخاصه تبين لها انها اسوأ من الاعلام الرسمي والتلفزيونات الحكوميه  بسبب تبنيها غالبا لوجهة نظر طرف واحده ولون واحد تفتقر الى المصداقيه الاعلاميه في نقل الاخبار والحقائق كذلك انها تنفذ وباحتراف سياسات وخطط الجهات والدول التي تمولها وتدفع لها او من  يمتلكها   .

وما اردت الحديث عنه بالتحديد هي  تقارير مراسل قناة الجزيره في عمان ياسر ابو هلاله التي يبثها من عمان والتي تفتقر في كثير من الاحيان الى المصداقيه الاعلاميه وانحيازه الدائم الى جهات معينه متبنيا وجهات نظر لون واحد وكأنه يتحدث باسمها والاصل كونه يتبع الى قناة مستقله هذا اذا كانت كذلك ان ينقل وجهة نظر جميع فئات المجتمع باحزابه وتنظيماته من معارضه وموالاه وان لا  يتعمد الى تزوير الحقائق لتتلائم ووجهة نظر الجهات التي يمثلها وينحاز اليها المتتبع لتقاريره الاعلاميه يراه ينحاز وبشكل واضح وسافر لوجهة نظر واحده وهي المعارضه وخاصة وجهة نظر الاحزاب الاسلاميه وهذا واضح وبشكل لا يحتمل التأويل  وخاصة تقاريره التي يبثها هذه الايام في ظل الظروف التي يمر بها الاردن ومما دفعني للكتابه عنه ليس لانني مدافعا عن الحكومه او عميل للاجهزه الامنيه كما سأتهم من بعض القرأ كونها تهمه جاهزه لمن ينقل وجهة نظر الحكومه او يدافع عنها  او التهمه الجديده بلطجي على مبدأ من ليس معي او من يدافع عن بلده  فهو بلطجي  اومن ليس مع ما يسمى حركة 24 اذار  فهو بلطجي فهذه قمة السخافه و من خلال متابعتي للتقرير الذي بثه هذا المراسل عن الاعتصام الذي نفذه هؤلاء الشباب في ساحة امانة عمان يوم امس الجمعه زادت قناعتي  وبشكل قاطع انه يفتقر لادنى معايير المصداقيه الاعلاميه من خلال ما ينقله من احداث او من خلال الاسئله التي يوجهها للناس و عدم نقله لوجهة النظر الاخرى من الناس او ما يسمى بالموالاه  والذين تطلق عليهم القنوات الفضائيه والمعارضه بالبلطجيه .

    ان جميع التقارير التي نشرتها قناة الجزيره من عمان ولغاية الان كانت تمثل وجهة نظر واحده وهي المعارضه بمختلف اطيافها من خلال صور اعتصاماتهم او اللقاءات مع رموزها سواء في الشارع او على شاشتها الكريهه ولا يوجد للموالاه اي وجود ولم تغطي اي مسيره او تلتقي مع وجهة نظرهم  .

    اثناء بثه لتقريره من ساحة امانة عمان طلبت المذيعه الالتقاء مع احد الشباب حيث اخذ ياسر ابو هلاله بالبحث عن شخص من بين الجمهور وكان واقفا بالخلف وللسخريه اخذ يقول انه اختاره بشكل عشوائي من بين الحضور وهذا كذب واضح لا ينطلي على احد والذي شاهد التقرير يستطيع تمييز ما حصل  وتشعر ان المقابله قد حضر لها بشكل جيد ومعده مسبقا مع ذلك الشاب من حيث الاسئله التي طرحت والاجوبه فهذه مسرحيه قد اعتدنا عليها من هذا المراسل  وكان يخرج الينا بالحجج ومن خلال ايضا الاسئله التي يوجهها الى ذاك الشاب لاقناع المشاهدين بصحة وجهة نظره وكذلك الشباب المعتصمون من ان ما تم على دوار الداخليه هو مفتعل من جانب الحكومه وهذا تحيز واضح لا يجوز لاي مراسل ان يقوم به او يمارسه حتى لا يفقد مصداقيته امام الناس.

 

  ذكر ياسر ان هناك تواجدا امنيا كثيفا حول المعتصمين لمنع دخول ما يسمى بالبلطجيه ولكنه نقل ايضا ان بعض المعتصمين يحتجون على هذا التواجد الكثيف لقوات الامن كونه يعيق دخولهم الى الساحه وقد انطبق عليهم المثل الشعبي ( احترنا يا قرعه منين نبوسك )

لم نشاهد او نسمع ورود اي خبر او تعليق من مراسل الجزيره على قيام احد ابطال هؤلاء الشباب في مجمع النقابات برمي ميكرفون التلفزيون الاردني على الارض من قبيل فقط انه اساءه الى الاعلام ويعتبر بلطجه واضحه على فريق التلفزيون واعتقد جازما انه سيعيد تقريره عدة مرات لو ان ما حدث كان معه او مع مراسل اخر لاحدى الفضائيات .

نحن لسنا ضد الاعلام ونحن مع حرية الاعلام في تغطية كافة الاحداث ولكن مع مراعاة المصداقيه في الطرح وان تشمل التغطيه كافة الاطياف من معارضه او موالاه وان يتوقف الاعلام عن الاساءه للناس بعبارات ومصطلحات مستورده .