كشف الفساد في الـ «فيفا»

محمود الداوود
ما تم الكشف عنه حديثا من ملفات الفساد في الفيفا يظهر للعالم الحجم الكبير الذي ظل جاثما على صدر لعبة كرة القدم عبر السنوات الماضية، التي قاد فيها بلاتر(79 عاما) هذه الامبراطورية الكروية الكبرى، ويبدو انه كان يستقتل من أجل البقاء على رأس هذه المؤسسة العالمية لأربع دورات ماضية ويحاول دخول الدورة الخامسة منذ 17 سنة حتى الآن، من أجل ما يمكن أن يحققه وهو على رأس هذه المؤسسة من أمور قد يشوبها الكثير من علامات الاستفهام.
ورغم أن الأمر قيد التحقيق الآن وتم الكشف أمس عن 14 متهما من كبار المسؤولين في الاتحاد الدولي، إلا أن رائحة الفساد أزكمت الأنوف من سنوات خلت بل تحديدا منذ تسلم بلاتر زعامة الفيفا، كما تقول التقارير العالمية.
المدعية العامة بأمريكا، لوريتا لينش قالت: «المسؤولون المعتقلون في الفيفا أفسدوا عالم كرة القدم، وأن التهم الموجهة تضم الابتزاز والاحتيال وغسل الأموال على مدى عقدين من الزمن».
والسؤال أين كان بلاتر وهؤلاء يمارسون فسادهم؟ هل كان يعلم؟ أم أنه كان شريكا فيما يفعلون؟ لا ندري بالضبط.
في الوقت الذي لم يتبق فيه الا ساعات على انتخابات الفيفا فإن كشف هذ الأمر نرجو أن يصب في صالح الأمير علي بن الحسين؛ لأنه جاء ليحارب الفساد في الفيفا، فهل تكون هذه الفضيحة في الاتحاد الدولي هي القشة التي قسمت ظهر الفساد في الفيفا، وتؤول الأمور لصالح الأمير علي؟ أم أن الفاسدين المشاركين في فضائح الاتحاد الدولي سيعملون المستحيل للإبقاء على بلاتر من أجل حمايتهم او من أجل البقاء تحت مظلة كانوا يستدفئون تحتها، بل قل من أجل الاستمرار في نهب الأموال ومن أجل مزيد من الفساد في أهم الاتحادات الرياضية عالميا؟
الاتحاد الدولي لكرة القدم يجب أن يكون من أنقى الاتحادات؛ لأن الاتحادات الرياضية تتغنى بالروح الرياضية، وتتغنى بأن الرياضة تهذيب للنفس وأن كرة القدم بالذات لعبة تحرض على التعاون والمحبة والمنافسة الشريفة؛ لكن عند الفاسدين هي حلم كل سارق يريد ان يستغل منصبه لملء جيبه.
يبدو أن امبراطورية بلاتر بدأت تنهار، وهذا ما أرجوه من أجل تحقيق الفوز للأمير علي الذي نتمنى له إقصاء بلاتر من أجل تحقيق هدفه في محاربة الفساد فيه واجتثاثه من هذا الاتحاد، الذي نرجو أن يصبح نقيا ونظيفا من الفاسدين وأعوانهم في الاتحادات الأخرى التي تتستر على الفساد أو تدعمه أو ساهمت فيه وبالتالي يسقطون تباعا، رغم ان المتحدث باسم الاتحاد الدولي أكد ان بلاتر والامين العام للاتحاد ليسا متورطين في القضية.